كان لدرويش قديمٍ حُلْمٌ كبير...
قطع إليه طريقاً طويلا...
ولما وصل لم يجد حُلْمَه...
بكى طويلاً على شاطئٍ مهجور...
هبطت الراعية إليه على ريش الغمام...
قالت: أعرف أنك تبكي لأنك لم تلق أحلامك في النهاية...
قال: قطعت طريقاً طويلاً يمتد ما بين الماء والظمأ، ولم أحصل على ما أريد.
وهنا تهيأت الراعية لإلقاء درسها عليه، قالت:
من سافر وعينه على نهاية الطريق، لا يجد حُلْمَه في نهايته، ولا يستمتع بالرحيل...
لكزت الراعية روح الدرويش بالعصا، وأردفت:
عندما تسافر، اصغِ إلى الطريق، فإن الأحلام تكمن في الرحيل لا في الوصول...
وقبل أن تغيب همست في أذنه:
الوصول رحيل آخر...
قال الدرويش يائساً: متى أصِلُ؟
قالت: عندما يكون الرحيل أحب إليك من الوصول...