بين الرحيل والوصول!

د/ محمد جميح
الأحد ، ١٥ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٢٣ مساءً
مشاركة

كان لدرويش قديمٍ حُلْمٌ كبير...

قطع إليه طريقاً طويلا...

ولما وصل لم يجد حُلْمَه...

بكى طويلاً على شاطئٍ مهجور...

هبطت الراعية إليه على ريش الغمام...

قالت: أعرف أنك تبكي لأنك لم تلق أحلامك في النهاية...

قال: قطعت طريقاً طويلاً يمتد ما بين الماء والظمأ، ولم أحصل على ما  أريد.

وهنا تهيأت الراعية لإلقاء درسها عليه، قالت:

من سافر وعينه على نهاية الطريق، لا يجد حُلْمَه في نهايته، ولا يستمتع  بالرحيل...

لكزت الراعية روح الدرويش بالعصا، وأردفت:

عندما تسافر، اصغِ إلى الطريق، فإن الأحلام تكمن في الرحيل لا في  الوصول...

وقبل أن تغيب همست في أذنه:

الوصول رحيل آخر...

قال الدرويش يائساً: متى أصِلُ؟

قالت: عندما يكون الرحيل أحب إليك من الوصول...