المجتمع الإنساني عبارة عن كائن حي، مثل أي كائن حي آخر صغر ام كبر، عند ما يصيبه الداء تتأثر به جميع أجزاء الجسد، كما جاء في الحديث الشريف.
إن درجة التأثير هذه تتوقف على موقع العضو المعتل، فإصابة الدماغ ليست كإصابة الإصبع مثلا، لأن الدماغ عندما يُشَلُّ تُشَّل بقية الأجهزة والأعضاء جميعها.
الانحرافات التي يشهدها مجتمعنا هنا وهناك، من جرائم سطو وخطف وقتل ونهب واغتصاب واقتحام متاجر او صيدليات أو منازل، ليست سوى أعراض للعلة الأم المتمثلة بغياب الدولة (الجهاز العصبي الناظم لجسد المجتمع والحافظ لتوازنه).
التقيحات التي تنفجر هنا وهناك يمكن ان تؤدي إلى تنظيف الجسد من الخلايا التالفة التي تخرج على شكل قيح وصديد.
لكن هذا التقيح إذا لم ينظف الجرح يمكن ان يستنزف كل الخلايا السليمة ويضعف الجسد وقد يؤدي إلى هلاك الكائن الحي.
تعافي المجتمع من كل علله وأعراضها مرهون بعافية الجهاز الرئيسي الناظم للجسد، وهو استعادة الدولة التي تمثل الجهاز العصبي للكائن الحي.
عدا ذلك، تظل كل محاولات محاربة الجريمة وملاحقة مرتكبيها لا تختلف عن معالجة الأعراض وترك السبب الرئيسي لظهورها وهو الإصابة الكبيرة التي شلت قدرة الجسد.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك