١٦يوم لإنصاف الأمم المتحدة ، وليس المرأة والفتاة فقط

عفراء حريري
الاربعاء ، ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:١٦ مساءً
مشاركة

١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في كل أنحاء العالم ، يعني أسبوعين يومين ؟! ، ربما تدفع فيها النساء ثمن مضاعف للعنف مقارنة بالايام السابقة لل١٦ يوم أو القادمة لل١٦ يوم . 

أتذكر من حكايات العنف التي مرت عليّ لأمرأة زوجة مثقف يمني ، كان يجيد تعنيفها جسدياً و لفظياً ونفسياً ، ثم ينتهي بتعنيفها جنسياً خلال ال ١٦ يوم هذه ، وعندما أقول : يجيد فإن ذلك يعني أن العنف بأشكاله المذكورة أعلاه ، الذي كان يمارسه الزوج ضد زوجته يتضاعف في ١٦ يوم ؟! ، كنت أشاهد أثار بالوان قوس قزح على جسد أسفنجني متعطب وأرى دموع قد جفت مآقيها ، تتساقط قطرة قطرة كماء ركد من حفرة مهملة على قارعة طريق في مديرية من مديريات/ عدن وذات بلا روح ، تبدو لشبح حيناً و حيناً لطفل يمني إلتهم لحمه فساد المسؤولين ، ومع ماتراه عينايّ ، أقرأ على وثائقها ، مكتوب بوقاحة و سفه شديدين بتوصيف لجنسها في خانة البيانات بالجنس ( أنثى ) ؟.

بعد شروذ لبضع دقائق أردد بغضب عارم في رأسي ، معهم حق هي " أنثى" ، أنثى ... ويكفي ، هي تحبل و تلد ، هي تربي وهي من تمارس طقوس التربية ( حضانة و رضاعة وقلق وسهر و متابعة .....و تنفيذ قائمة من مهام البيت وعلى رأس القائمة ينبغي أن تلبي طلبات و أحتياجات كتلة من لحم وشحم ودم تغطي بسبع طبقات منتصبة على هيكل عظمي له عدة فتحات أعلى الهيكل ، أحدهما تلتهم كل مالذ وطاب دون أدنى إحترام لنظام الرحمة و الشعور بالاخرين ، و الأخرى تلتزم هذه الأنثى بأن توفر طيب الجنة وعبيرها وشذاها ، على جميع ماقد تصله حاسة الشم لهذا الكائن ، و فتحتين مطلوب أن تشاهد الحوريات العذراوت و الغلمان الحور فقط ، مرسومة على جدران البيت و حائط و أرضية سلالمه . 

هذه الأنثى التي تؤدي كل الأدوار ، لا يجرؤ ذلك الكائن العشبي/ اللحمي/ المستجر بأن يعطيها أجرة يومها ، لا أقصد مال فحسب ، و إنما كلمة طيبة و نظرة حنونة و همسة لطيفة ، أو يربت على كتفها بلمسة. ... 

ثم يتضخم في دور أخر له ، مستغلا عماله و موظفيه ، و مضطهد للأقليات ، و معذب لكل من أختلف معه بالرأي ومعتقلا كل من ينبش تاريخه بحرف من بعض الذكريات ، وليته شجاع حد الكفاءة ، كي يقوم بذلك لوحده ، أنه يستند على جيش من أمثاله يستندون بدورهم على أداوت قتل ودمار وتخريب تسمى أسلحة .

إذا أنت ياصديقتي الأنثى من أنشأ ال ١٦ يوماً لأجلك ؟! أنت من ينتقم منها ذلك الكائن الهش وهو يرسمك في مخيلته (هيئة الأمم المتحدة ) ، فيفرغ جام غضبه و ربما حقده عليك مضاعف في ال ١٦ يوماً ، ويكرر على مسامعك ( هااا أعطوك ال ١٦ يوم لتتخارجي مني و من مرجلتي ، ومن …… إلخ هؤلاء يشتوا يخربوك و ترجعي فاسقة كافرة مثل حريمهن ، وتتدافع الكلمات من فمه كرصاص آلي إلى أن تنتهي ، هذه الامم المتحدة لو كان فيها خير كانت جابت لنا فلسطين و حاسبت علي عبدالله صالح وردت لنا الجنوب …) ، أنت أيتها الأنثى المسؤولة عن الجنوب أيضا ؟! . 

كم حكاية مخفية تشبه قصتك ؟ كم امرأة تشبهك ؟ كم امرأة تتحمل كبث و غل وحقد و بلاء و ….إلخ ، من أجل أمر هي ليست مسؤولة عنه ؟! ذنبها الوحيد أنها محسوبة على واحد أرعن كهذا ( أم ، أخت ، ابنة ، زوجة ، خالة ، عمة ، جدة ، عشيقة …) . 

فمن يبلغ هيئة الأمم المتحدة بأن ال ١٦ يوماً ، تحتاج إلى تدخلات عاجلة من أجل أنصاف ليس هذه الأنثى عذرا ( أقصد المرأة ) ، بل تنصف الأمم المتحدة ب (هيكلها و وكالتها و مواثيقها وقرراتها …كي لاتكون مرآة سياسية مجزأة متجزئه ، وانما تكون حقاً واجهة قانونية ملزمة لأسترداد حقوق الإنسان في كل بقاع دول الأعضاء فيها ، وتحاسب و تساءل حكوماتها عن حرمانهم لمواطنيهم و مواطناتهم من أبسط حقوقهم و حقوقهن ، وتستعيد هيبتها ، فتنصفها بأكملها .