صحبتُ في فلواتِ الشعرِ سادتَهُ
وقلتُ عمتَ صباحاً أيها الطَّرَب
وجئتُ سوقَ عُكاظٍ لم أبعْ ألَقي
بكلِ ما وعدَ التجارُ أو وهبوا
وصُنْتُ حرفي عن الأسماءِ تدخلُهُ
فما به للخواء اسمٌ ولا لقب
إني أنا ذهبُ المعنى وجوهرُهُ
فكيف يغريني التجارُ والذهب
وسِعْتُ كلَّ بلادٍ جئتها ألقاً
ولم تسعني بها الفُسطاطُ أو حَلَب
ورُحتُ أطلبُ مُلكاً ثم ملَّكني
عليهِ حرفٌ هو الملك الذي طلبوا
أنا الذي من ملوكُ الأرضِ قاطبةً
يُرَددُ الدهرُ أصدائي وهم غربوا
أنا الذي وكفى أني إذا ذُكرتْ
أنا الذي تسجدُ الأشعارُ والخطب
خلعتُ في جُلْجُلِ بَرْقي لفاطمةٍ
وقلتُ رُدَّي عليها الثوبَ يا شُهُب
وقلتُ يا عَزَّةُ احكيْ عن مكابدتي
وعن بثينةَ حدِّثْ أيُّها التعب
وقبَّلتْ روحيَ الجُدرانَ يا شَغَفي
بها على أن أهل الدار قد ذهبوا
ليلى التي حرَّكتْ أوجاعَ قافيتي
يوماً وراحتْ مع الأغرابِ تغترب
وقفتُ في الوجد حتى قال قائلُهُ
قمْ لامسِ السرَّ لا بُعدٌ ولا رِيَب
ودُرْتُ بالكأسِ والعشاقُ في مَدَدٍ
وكلُّهمْ من حُميَّا الكأسِ قد شربوا
وكل قلبٍ بهِ من فيض أخيلتي
وكل كأسٍ بها من خاطري عِنب
إني أنا سادِنُ الألفاظِ حدَّثتِ ال
بروقُ عني وقالتْ وصفيِ السُحُب
وخاتَم الشعرِ في لفظي أُعلِّقه
على الزمانِ فيسعى نحوه العرب