لا أصدق أن حريته اختطفت منه بهذه السهولة.. كان واقفاً وربما قاطعاً الجولة لا أدري لم أرههم إلا أوقفوا السيارة وسط الجولة قاطعين الطريق نزلوا مهرولين وأمسكوا به كأنهم أمسكوا بمجرم حرب ..لم أره إلا يقاومهم وهم يدخلونه عنوة إلى تلك السيارة الكئيبة التي لاتحمل رقماً يدل على هويتها..رجال يرتدون زي عسكري ولكنهم لايمتون للإنسانية بصلة فكيف لهم أن يختطفوا الحرية من على ناصية الشارع.. في جولة الرقاص رقصت قلوب الجميع خوفاً ..الشاب الأسمر ذو البنية الممتلئة وقف وحده يدافع عن حريته وملامحه تستنجد لكن بمن..؟ حاولوا إدخاله عنوة إلى السيارة لكنه قامومهم ببسالة وكأنه ينتزع حريته من بين أيديهم لأكثر من دقيقتين أو ثلاث دقائق كان صامداً يرفض الدخول للسيارة ويصرخ كأنه يخبرهم أنه ليس مذنب.. الناس اكتفوا بالفرجة منهم من يتمتم بصوت منخفض أنه لو لم يكن قد ارتكب إثماً لما كانوا أخذوه،بينما صوت آخر يدعوا عليهم بحرقة ويتمنى لو يستطيع مساعدته..لاجدوى من التمني في مثل هذه الحالة فثلاثتهم يحاولون إدخاله للسيارة بالقوة وهو يسترق جزءاً من الحرية قبل أن يسرقوها منه بعد لحظات حين اعتدوا عليه بالضرب بأعقاب أسلحتهم"الآلي" أحد الجنود نزل من السيارة بسلاحه يفرق المتجمهرين ونظراته ترمقهم ملؤها التهديد..خاف الجميع فما باليد حيلة فتدخل أحدهم يعني نفس المصير لا أعرف تهمته ولا من يكون ولا هويته ولا إلى أي وظيفة ينتمي..لكن ذلك المنظر المؤلم لم يفارق مخيلتي رغم مرور أكثر من ساعة ونصف على حدوثة. كيف لأهله أن يعيشوا تلك اللحظات حين يعلمون بأن حرية ابنهم قد صودرت..!