نوفمبر: حرية الماضي ورسالة المستقبل

نايف البكري
الأحد ، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٢٠ مساءً
مشاركة

يهل علينا يومٌ لا تشبه سائر الايام  في تاريخ اليمن الحديث، يوم حزم المستعمر أمتعته و رحل ، حين اتخذ  الشعب قراره بالحرية والاستقلال، ونبذ التفرقة السلطانية، والحكم العشائري الذي ادار به الاستعمار  الإنجليزي جنوب الوطن طيلة قرن وربع من الزمن، ليؤسس  لنا نوفمبر دولة مدنية، تحتكم للثوابت الدينية والوطنية، وتعترف بأسس السلم والشراكة و التعايش و تتوج النضال بالاستقلال .

حمل الثوار أرواحهم على أكفهم في الرابع عشر من أكتوبر، وحققوا مرادهم بخروج المحتل وفق شروط الأحرار يوم الثلاثين من نوفمبر، لتعم الفرحة أرجاء الوطن، وتتوارث الأجيال تلك الذكرى الخالدة حتى تذكرنا بالإرادة الشعبية واللحمة الوطنية التي أنجزت ما يُحال توقعه بكسر يد  الاستعمار الباغية التي لم يظن احد ان بامكاننا كسرها لكننا فعلنا ، و توج ال ٣٠ من نوفمبر  نضالات أجيالٌ و عهود سابقة  قاومت و ناضلت زمن الاستعمار الأغبر.

لثورة نوفمبر يد طولى على كل ما تبعها، في وضعها لأسس الديمقراطية والمساواة والمشاركة السياسية العادلة، بالإضافة إلى التنمية الداخلية وتعزيز المكانة الخارجية، وتوحيد الدويلات  الوطن الواحد المتشظية  التي فرقها  الاستعمار فاتى نوفمبر ليؤسس ل دولة ديمقراطية شعبية، كانت بحد ذاتها دستورًا وطنيًا ذا قداسة، يحمل الروح الحداثية المنتهجة، فأصبحت وجهة دولية في فترة وجيزة من إعلان استقلالها وتكوين سلطتها.     

وبعد 53 سنة من تلك العلامة التاريخية الفارقة، تطفى على السطح أحداث مؤلمة، وصراعات متفرقة على أصعدة مختلفة، جميعها نشأت من فكرة واحدة متمثلة في الاستئثار بالحكم واحتكار القرار، وإعادة البلاد إلى ما قبل سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.

لم يولد الاختلاف الداخلي إلا يمنًا ممزقًا، ووضعًا سياسيًا منعدم الفاعلية والتأثير، واقتصادًا مهترئًا، ونسبًا عالية في الجريمة والبطالة والفقر والمرض. ولا حل أمام اليمنيين إلا الإيمان بسواعدهم، والاقتراب من بعضهم، وتنحية الخلاف لأجل المضي في طريق التقارب والتصالح الشامل. فغدا ينتظرنا و غدا ملك لنا للشباب وحدنا  في هذا الوطن فاما ان  نبنيه سويا و نمضي نحو المستقبل  او نخسر الماضي و الحاضر و المستقبل