لم تكن ثالثة الأثافي وجود حكومة شباب واطفال في حكومة الشرعية فهناك اخطاء عدة ارتكبت بادراك من اصحاب القرار او فرضت على الشرعية الدستورية خاصة ما بعد 21 سبتمبر 2014م وايضا بعد مؤتمر الرياض لإنقاذ اليمن في 2015م.
ربما اتفق بأن معيار الاختيار لبعض من ابنائنا الشباب كانت فيه نوع من المحسوبية وربما لم تكن الضرورة تستدعي تشيل حكومة شباب من اصله، في الخارج وفي ظروف الحرب، لكني احب انقل معلومة فقط بأن امس الموافق ٩ ديسمبر يصادف الذكرى الخامسة للقرار الاممي رقم ٢٢٥٠ الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي بالإجماع حول "الشباب والسلم والأمن" الذي اعد الأول من نوعه في حينه ، يهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في هذين المجالين وحث الدول الأعضاء على النظر في السبل الكفيلة بزيادة التمثيل الشامل للشباب في عمليات صنع القرارات على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها وبما يجعلهم والمؤسسات القيادية الشبابية ومنظمات المجتمع المدني شريكا أساسياً لمواجهة التطرف ونبذ العنف وحل النزاعات سلميا والتوجه نحو بناء السلام على المستويين المحلي والدولي من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والتوعية وفي نفس الوقت عليهم ان يهتموا بتطوير معارفهم وقدراتهم العلمية والمهنية وإقامة الأنشطة المختلفة لبناء بيئة تنبذ التطرف وتعزز ثقافة التسامح وتدعو للسلام الذي اصبح مطلبا ملحا يتطلع اليه كافة أبناء الشعب اليمني.
ان التفاعل الايجابي مع القرار 2250من قبل الدول بما فيها بلادنا كان ومازال يستوجب الاهتمام بالشباب والاطفال وتنمية وعيهم وقدراتهم العلمية والثقافية وتعزيز انتمائهم للوطن ت والولاء له، ولو فعلنا ذلك لما وجدنا انه قد تم استغلال بعض ابناءنا وشبابنا والزج بهم في ساحات القتال ولما اصطف بعض الشباب خلف ولاءات عصبية وقبلية ومناطقية بل لكانوا رفضوا هذه الحرب العبثية وانسحبوا من ساحاتها و شاركوا اقرانهم في التوعية وتجنب الانزلاق في الحرب و في نزع السلاح ولعبوا دورا متميزا في حماية المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والعجزة.
ان العيب ليس في تعيين حكومة شباب واطفال رغم ملاحظتي عليها بل العيب انهم لم يجدوا من يوجههم و يساعدهم في عمل خطة توعيهم بمهامهم وتطور من ثقافتهم و تنمي قدراتهم القيادية خاصة اذا كنا مقتنعين بان الشباب هم قادة المستقبل وينبغي علينا تأهيلهم لذلك.
اذا كان هناك ثمة خطأ او اخطاء ارتكبت من قبل حكومة الشباب فلا ينبغي ان نقسو عليهم او ننال من عزيمتهم ونخذلهم بل علينا اننوجههم ونصوب اخطاؤهم و نأخذ بأيديهم. الم تروا مدى الاستقبال الطيب لهم من الجهات الخارجية ذات الهامة والقامة السامقة ؟ الم نحترم موقف الضباط الابطال الذين تشرف ابناؤنا بالوقوف الى جانبهم واخذ الصور معهم؟ الم تقدرون ان هذه المواقف بنيت على احترام لهؤلاء الشباب وتقدير لهم واعجاب بما يقدموه؟ الحقيقة ان الحكمة تقول لا ينبغي معالجة اي خطا بخطأ اخر فقد جاءت توجيهات الاخ معالي وزير الخارجية في ذكرى يوم عالمي اصدرته الامم المتحدة للبلدان الاعضاء قاطبة وفي الوقت الذي يحتفي به شباب واطفال وحكومات العالم.
ربما هي مفارقة ليس الا، لم يتنبه اليها الاخ معالي الوزير الحريص والمتمسك بمرجعية الأمم المتحدة و قراراتها.