ما بعد اتفاق الرياض لن يشهد عالمًا ورديًا

صالح أحمد المحوري
الجمعة ، ١٨ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ١١:٠٤ مساءً
مشاركة

صحيًا، بالنسبة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي؛  دخول تشكيلات محدودة من قوات الحكومة إلى عدن، يعيد أحياء فرضية (المؤامرة) لمواجهة العدو( قوات الحكومة)  وهذا يمنح طرفي تحالف الانتقالي الرئيسيين مجددًا الاتحاد، وركل الخلافات جانبًا، لإنقاذ مكاسب أغسطس.

ينبغي إن نتذكر ان انفراد قوات الانتقالي ببعضها في عدن يحفز كل منها للبروز وتعزيز نفوذه، وإذا لم تستطع قوات الحكومة دخول عدن بالسلم أو بالحرب، سيتصدر أحد طرفين رئيسيين من قوات المجلس الانتقالي المشهد في عدن.

التاريخ السياسي يعلمنا أنه لا يبقى طرفين متعادلين بالقوة والنفوذ على وئام وسلام دائمًا في منطقة واحدة، حتى وإن كانا حليفين وثيقين.

أعي جيدًا إن الطرفين صلبان في مواجهة الخصوم ويقفان باتحاد ضد ما يعتقدون أنه ضد الجنوب،  وهذا أمر حقيقي ويجب قوله للأمانة، لكن انفرادهما ببعض يثير الطموحات لكل منهما، لامجال للعاطفة هنا.

بينما لا تمثل عملية دخول قوات الحكومة إلى عدن وأبين إنجازًا لهذه الأخيرة ، بعد ان فشلت في تحقيق اختراق ناجح خلال عام كامل شرقي زنجبار العاصمة، وفي هذه الحالة لا تستطيع هذه القوات تنفيذ أي عملية ارتدادية لكسب جولة في سباق النفوذ مع قوات الحكومة، لأن المجلس الانتقالي يحكم سيطرته على عدن بشكل مطلق وهذه النقطة ستثير صراعًا بين الانتقالي والسعودية لاحقًا.

 ما بعد اتفاق الرياض لن يشهد عالمًا ورديًا كما يفسره البعض، احتمالات الصراع ستظل باقية، قوات الحكومة ستسعى لأن تستعيد السيطرة بشكل ناعم وهذا ما تعتقد أنه الأنسب، بينما قوات الانتقالي ستحتفظ بوحداتها كما هي. الجديد هو إن هذه القوات ستنضم رسميًا لسجلات وزراتي الدفاع والداخلية، لكنها ستظل كما هي تابعة للانتقالي الجنوبي. لن يكون جيش واحد ولا أمن موحّد كذلك. الانقسام سيبقى وهذا هو الوضع المناسب للسعمارات.

 من حق وارسو إن تفرح بليفاندوفسكي، كان حقا الأفضل في العالم في عام كورونا.