مع صدور قرار جمهوري بتشكيل الحكومة، وبعد تعطيل تشكيلها لأكثر من عام، ينبغي أن تكون الخطوة الأولى لها هي العودة الفورية للعاصمة المؤقتة عدن، والعمل بانسجام من داخل الوطن. يجب أن تعي الحكومة أن المتوقعين لفشلها والمتربصين بها كثير، ويجب أن يكون ذلك دافعاً لها للنجاح. على الوزراء أن يعوا أنهم وإن كانوا بالأمس فرقاء متشاكسين، فإنهم اليوم أعضاء فريق عمل واحد. أصعب المهام يتمثل في إعادة الأمل للناس بوجود دولة تقوم بواجباتها الأساسية تجاه مواطنيها. أصعب المهام يتمثل في أن يعمل فرقاء الأمس بروح فريق اليوم. لكن المهام الصعبة يمكن تحقيقها إذا صدقت النوايا وحسن العمل. الناس تعبت من الأخبار السيئة التي سادت خلال السنوات الماضية، ونريد لخبر تشكيل الحكومة أن يكون خبراً ساراً، لكنه يمكن ألا يكون كذلك إذا لم تقم الحكومة بمسؤولياها، وإذا رأى أعضاؤها أنها فرصة ومغنم، لا مسؤولية ومغرم. نعرف أن هناك من رضي عن هذه الحكومة، لا لشيء إلا لأنه نال حظه منها، وأن هناك من لم يرض، لا لشيء إلا لأنه لم ينل منها حظه، ونعرف أن هذه الحكومة ربما تكون آخر فرصة للشرعية لتحسين صورتها داخلياً وخارجياً، ونعرف أنها قادرة على اغتنام الفرصة إن هي أرادت، وإن وضع اعضاؤها مناكفاتهم وراء ظهورهم، ووضعوا مسؤولياتهم نصب أعينهم. العيون عليكم مفتحة...لا تفشلوا... وفق الله الجميع.