أيها الجاهلون لقد اشتد مكركم وكُثر خُبثكم وازدادت الجراحات من افعالكم .
لقد استكبرتم وقدّرتم فقُتلتم كيف قدّرتم ثم قُتلتم كيف قدّرتم ، لقد نظرتم ثم عبستم وبسرتم ثم فكرتم فقلتم : لا بد لليمن من مجلس انتقالي نبذل من اجله الرخيص والغالي فنجعل اليافعي يقاتل الشبواني والضالعي يصارع الشمالي، ونتفرغ بدورنا للجُزر والمواني .
فلابد من نُخبة تسيطر على شبوة فتأخذ فيها كل سهلِ وربوة، ولا بد لليمن من سنوات عجاف فلا تصدير للبترول ولا للغاز من بلحاف ، هكذا اردتم ولكن وعلى ابواب (عتق) شاء رب الفلق ان يتحول نهاركم الى غسق ، فسقطت المؤامرة واصبح حال مليشياتكم كحُمر مستنفرة فرت من قسورة ، فرت الى ابين ومنها الى عدن فتبعها الجيش الى هناك فاستكبرتم واندهشتم وقلتم بتعجب : كيف يحدث هذا !! إن هذا لشيئ عجاب لقد حول هذا الجيش احلامنا الى سراب فلابد من حرقه ودفنه في التراب ! فقصفتم وقتلتم فقُتلتم كيف قصفتم ثم قُتلتم كيف قصفتم ، وبعدها فكرتم وقُلتم : لا بد من قدومكم الى الرياض وهناك يتم التوقيع على البياض ، قررتم فجأةً دعم الشرعية بطريقتكم الهوشلية قبل تغيير الإدارة الإمريكية . فوعدتم وكعادتكم اخلفتم فضغطتم واصررتم ولقرار تشكيل الحكومة اصدرتم .
تراهنون على الزمن حتى تحكمون قبضتكم على اليمن ! على رسلكم يا هؤلاء اليمن ليست للبيع فصنعاء روحنا وعدن مُهجتنا وثغرنا، والمهرة رئتنا التي نتنفس منها هواء الشرق، وحضرموت تاجنا وسقطرى قطعةُُ من قلوبنا ، فوالذي اقسم بالشمس وضحاها والقمر اذا تلاها ما فرطنا في شبرِ منها لكائنٍ من كان ، فهل تعرفون تأريخ اليمن التي تسلطون سُفهاءكم عبر وسائل الإعلام للنيل منها ومن رموزها وتأريخها وتحتقرون شعبها ، انتم ايها الجاهلون تتعاملون مع اكثر من سبعة آلاف سنة حضارة ، فيوم كان الكثير يسكنون الخيام كان اليمانيون يراقبون النجوم من على سفوح قصر غمدان ، ويوم كان الكثير يبحث عن حُفر الماء في غابر الزمن ، بناى اليمانيون سد مارب وصهاريج عدن ، فما أُرسل الهُدهُد إلا الى بلادنا وما بُنيت الصروح إلا لملوكنا ، وماداست بقاع الأرض إلا خيولنا ، وماهاجر آخر الأنبياء إلا إلى حيّنا وما قال الله والذين آووا ونصروا إلا فينا وما كان اول شهيدٍ في الإسلام إلا شهيدنا ( ياسر العنسي والد عمار ) ، وما قُدّمت في يوم ( اُحد ) الا جماجمنا وما ثبتت في يد خالد الا صفيحتنا ، وما كُفّنِ رسول الله إلا بثوبنا ( ثوب سحولي يماني ) وما جاست في القادسية إلا خيولنا ، وما وصف رسول الله بالرقة إلا قلوبنا ، فنحن اول من نشرب من الحوض يوم القيامة وهذا ليس قولنا بل هو قول المظلل بالغمامة ، فلنا رُكن في احدى القبلتين ولنا من القرآن سورتين ( سبأ والأحقاف )، نجمنا يختلف عن بقية النجوم وبرقنا محبوب عن غيره من البروق وقديما قال مجنون ليلى : أَلا لا أُحِــبُّ السَــيــرَ إِلّا مُــصَــعِّداً وَلا البَـرقَ إِلّا أَن يَـكـونَ يَـمـانِـيا . .
ايها الجاهلون بمقدوركم ان تشتروا باموالكم صمت العالم على الارض لما تفعلوه بنا وببلادنا . ولكنكم حتماً لا تستطيعون شراء ارادة السماء فإرادة الله هي الغالبة .
ايها الجاهلون : اليمن ليست ميناء هنا او منفذ هناك. ولا محافظة تضعون فيها قواعدكم او مرتزقة تشترونهم باموالكم او حُكاماً ضعافاً تُملون عليهم ارادتكم .
اليمن تمرض لكنها لا تموت ويوم يعتقد الجاهلون بالتاريخ ان اليمن انتهت تنهض وتنطلق من جديد كطائر العنقاء من بين الرماد ، راجعوا التاريخ لتعرفوا ذلك .
لن تستطيعوا شطب اليمن من الخارطة فوجودها لم يكن نتيجةً لظروف معينة او بسبب ثروة طارئة بل وجُدت مع ولادة التاريخ فاليمنُ هي قدرُ الله في هذه الارض .
اليمن هي التاريخ والتاريخ هو اليمن . فمن اليمن ابتدا التاريخ ومن ارض اليمن تبدا مراسيم القيامة وتحديدا من ( عدن ) . هذه هي اليمن ايها الجاهلون ..