تجلت بأكنافِ السماءِ كواكبي لتبعثَ نورَ المجدِ في كلِ جانبِ
وترسمَ للشّعبِ الأبيِّ طموحَهُ ليحيا كريماً في أعالي المراتبِ
أنا عبقُ الأحرارِ في كلِ نفحةٍ وأيقونةُ الثّوارِ جُندِ الكتائبِ
أنا صبحُ تشرينَ الذي أشرقت بهِ وسارت إلى التحريرِ فيه مراكبي
أنا فجرُ أيلولَ الذي أقبلت به المواكبُ للأبطالِ تلوَ المواكبِ
لتعزفَ للتاريخِ أنشودةَ الوغى بوجهِ السّلاليين سرِّ المصائبِ
وتنسفَ طاغوتاً يرانا عبيدَهُ ويحسبُ ما يُملي علينا بواجبِ
* أيا من أتيتَ الدارَ يوماً مشرداً متى كان ربُّ البيتِ عبداً لهاربِ
ألم تدرِ أنَّا سادةٌ نسلُ سادةٍ وأحفادُ أحفادِ الكرامِ الأطايبِ
لنا في كتابِ اللهِ ذكرٌ مبجّلٌ وفي السّنةِ الغرّاءِ من قالها النّبي
ألم تتلُ أنّ الخيرَ في قومِ تبّعٍ وفي سبإٍ أقيالِ صنعا ومأربِ
فلا فضلَ في الإسلامِ إلّا مع التُّقى ولا فضلَ في دينِ الهدى للأقاربِ
كفرتُ بما جئتم به من حكايةٍ بأنّ أصولَ الحكمِ في نسلِ طالبِ
فلا زيدُ يعنيني ولا أنت مذهبي أنا اليمنُ الميمونُ أسمى مذاهبي
* أنا حينَ كانَ النّاسُ في غمرةِ الأسى تداهمُها الآفاتُ من كلِ جانبِ
وإذ كانَ حكمُ الغابِ فيها شريعةً وما بينَ مغلوبٍ تشظّت وغالبِ
وتلجأُ للأكنافِ من حرِّ شمسها وعندَ هطولِ الغيثِ مُزنِ السّحائبِ
وكان الذي يحظى بكوخٍ وناقةٍ يسمى شريفاً.. يا لهولِ المصائبِ
أنا كنتُ في مجدٍ وكانت حضارتي تُضاهى بأكنافِ السّماءِ السّواكبِ
ولي دونَ كلِ الناسِ حكمٌ ودولةٌ يُحدِّثُ عنها كلُ غادٍ وآيبِ
ولي عرشُ بلقيسَ الذي كان آيةً جرت بين عفريتٍ وذي علمِ ثاقبِ
على مبدأِ الشورى استقامت ممالكي ونحنُ أُولو بأسٍ بيومِ الحرائبِ
* بلادٌ كهذي كيف ترضى عروشُها ليرقى عليها كلُّ باغٍ وغاصبٍ
سليمانَ ما جاءتهُ حتى تبيَّنت نبوتَه حقاً وليسَ بكاذبِ
فكيفَ بدجالٍ سترضاهُ حاكماً بثوبِ إمامٍ أو بأوهامِ راهبِ
فيا جاهلاً من نحن هذي رجالُنا وهذي إذا اشتدَّ الوطيسُ كتائبي
وحامي حمى أرضي وأسطورةُ الوغى وحـارسُ إنجـازاتـِها والمكاسبِ
رصاصاتُها سمٌ وموتٌ محققٌ إذا كنتَ لا تدري بها أنتَ يا غبي
فخذها جحيماً من أيادٍ كريمةٍ ومن كلِ صمصامٍ أبيٍّ مُحاربِ