في العتمة حيث يصبح الإنسان مجرد رقم

هيثم الشهاب
الاربعاء ، ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٢:١٠ صباحاً
مشاركة

لم يكتف الحوثي في سجونه الظالمة بتجريد الناس من حرياتهم وأهليهم وممتلكاتهم بل تمادى به الأمر إلى تجريدهم حتى من أسمائهم.

حيث أصبح في الفترة الأخيرة من فترات السجن إذا أحضر سجيناً يمنع عليه إستخدام إسمه ويحوله إلى رقم حتى لايتم التعرف عليه من قبل من بجواره وإخراج أي معلومة تتعلق به.

مئات الأشخاص لانعرف عنهم إلا أنهم أرقام نتعرف عليهم بها، بينما تظل أسماؤهم ومناطقهم وقصصهم مجهولة.

ألا يكفي الإخفاء القسري والغرف المظلمة والزنازن الإنفرادية، وقطع كل ما له علاقة بالخارج والحياة .

قابلنا سجناء كثر، وعندما أردنا التعرف عليهم ردوا علينا بالتعريف بأنفسهم مستخدمين الأرقام المفروضة عليهم كهويات، والتي لو كشفوها لتسبب في ايذائهم وتعذيبهم.

في سجن البحث الجنائي أواخر شهر 6 2015 كان السجان الحوثي يضعنا في زنزانه واحدة ويمنعنا من الحديث مع بعضنا، نحن الصحفيين الذين كنا معا أصبحنا في زنازن تضع حدودا وتعاقب من يخالفها.

حجم الإنتهاكات والتعامل بقسوة ولامبالاه مع السجناء جعل الحوثي متخوفاً من خروج أي معلومات تكشف حقيقة هذه التصرفات وتعريه أمام الرأي العام والمنظمات الإنسانية.

350و110 وغيرها من الأرقام هي كل البيانات الشخصية التي نعرفها عن هؤلاء المخطوفين والمخفيين قسرا.

بحثت عن أسماء من كانوا بجواري ممن تم احتجازهم ببدروم الأمن السياسي لمعرفة أي شيء عنهم لإبلاغ أسرهم لكنهم رفضوا الإفصاح عن هوياتهم وكانوا خائفين من ردة فعل قاسية في حال علمت إدارة الجهاز بأنهم كشفوا لنا عن أسمائهم وأسماء الأحياء والمدن التي تسكن فيها عوائلهم.

تجرم المواثيق والمعاهدات الدولية الأساسية لحقوق الإنسان تغييب أي شخص وإخضاعه للتعذيب والمعامله القاسية واللانسانية، والحجز التعسفي المبني على الفوضى. لكن السجين في معتقلات الحوثي يظل أكثر من ستة أشهر في غرف مظلمة تتلقفه أيادي التعذيب والعنف والإضطهاد.