الواضح أن من دبر وأعد تفجيرات مطار عدن وخطط لها قد وضع نصب عينيه هدفين: أمني- سياسي، وإعلامي.
الهدف الأول كان المقصود به تصفية أكبر عدد ممكن ممن كانوا في لطائرة التي أقلت الحكومة ورئيسها، ولو كل من كان بداخل الطائرة، ولو تحقق هذا الهدف لانتهت كل مساعي تنفيذ اتفاق الرياض ولذهبت مساعي الحل السياسي في مهب الريح. والثاني الهدف الإعلامي وهو خلق حالة من الصخب والضجيج والرعب والهلع بين الأهالي وعلى مستوى الإعلام المحلي والعالمي، مما سيعني أن عدن مدينة غير آمنة وأنها لا تصلح أن تكون موطن للاستقرار وعاصمة لدولة وربما قد تحقق شيءٌ من هذا لبعض الساعات وربما لأيام لكنه سينكشف بمجرد استكمال التحريات وإظهار من يقف وراء هذه العمل الجبان. من قام بهذا العمل هم المستفيد من عدم وجود حكومة في عدن، وهو الخاسر من تنفيذ اتفاق الرياض. أهم ما تكشفه التفجيرات هو أن الجبهة الأمنية بحاجة إلى التعزيز وإلى المزيد من التشديد والبحث عن مكامن الضغف. علينا أن لا ننسى حقيقتين: الأولى إن الجماعة الحوثية التي تطلق صواريخا لتصل إلى مكة وحفر الباطن، والرياض، لا تبعد عن عدن إلا بأقل من ثلاثمائة كم، وهي قادرة على إرسال صواريخا، إلى ما يقع أبعد من عدن. والثانية إن بداخل عدن آلاف المخبرين والجواسيس والإرهابيين والمفخخين ممن دخلوا على شكل نازحين أو من الخلايا النائمة التي نفذت عشرات العمليات الإرهابية، ولن يتوقف هؤلاء عن ممارسة هواياتهم ما لم يجر استئصال أوكارهم وتنظيف عدن منهم. لا نستعجل في تحميل مسؤولية العمل الإجرامي أي طرف رغم الخيوط التي بدأت تتكشف، لكننا نترحم على أرواح الشهداء ونسأل الله لهم الرضوان والمغفرة وجنات النعيم، وندعو بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ونتطلع أن يكون رد الحكومة هو مباشرة الوزراء أعمالهم والشروع في إعادة الوجه المشرق لعدن وبقية المحافظات.