لم يبدأ اليوم عام جديد بل بدأ عقد جديد، عشر سنوات قادمة بدأت، لقد كان العقد الماضي خالصا لعنصرية السلالة ومخلفات الإمامة، عبثت ودمرت وقتلت وأهانت وجوعت وشردت وكشفت عن نفسها بكل وضوح. كان العقد الماضي لهم، وليكن هذا العقد بل والمئة السنة القادمة، بمشيئة الله الرحمن، حقبة اليمنيين، عصر انبعاث الذات اليمنية المبدعة التي تملأ الوطن جمالا وسلاما ووئاما وسعادة وفخارا وعزة. رفاقي الأقيال والإكليلات: أهنئكم اليوم، وفي رأس كل سنة حميرية، وهجرية، وفي كل أيلول وتشرين. كل عام وأنتم أقيال.. صناديد.. صخور تتحطم عليها محاولات السلالة، ومصابيح تحرق ضلالات الجهالة والسفالة والعمالة. عام مر.. شهد فيه الوطن انتصارات وانكسارات، لكن جبهتكم كانت الوحيدة التي لا تعرف سوى النصر. عام سيأتي.. ستكونون فيه أمام نصر أكبر وتحد أكبر، لقد بدأ الشغل الصح.. الأبواب أمامكم مشرعة، والأشواك في طريقكم كثيرة. استعينوا بالواحد الأحد، حافظوا على بريق عيونكم، ووحدة صفكم، كونوا عصيين على الدسائس، أركز من أي تشويش، وأنصع من أي تشويه. سهامكم لا تطيش، وعدوكم واحد، لا تنهروا الآخرين من إخوة الوطن، هم أقيال قيد التسجيل. واقبلوا بالتنوع داخلكم، وسامحوا بعضكم. الفهم مراتب والسرعة درجات. لا تفكروا بأية مناصب أو فوائد شخصية، صغيرة أو كبيرة، لا ترضوا ثمنا غير استعادة اليمن أرضا وهوية وسيادة. كل عام وأنتم أنياب الشعب ومخالبه، ورماحه وسنانه، ووجدانه ولسانه، وشبابه وعنفوانه. باختصار: كل عام وأنتم أقيال اليمن العظيم، كل عام وأنتن إكليلات اليمن الكريم، كل عام وأنتم عز اليمن.