عندما يجتزئ الكهنة “هو الله” من الآية: “هو الله الذي لا إله إلا هو…”، لتوظيفها سياسياً لصالحهم، فهم كمن يجتزئ “فويل للمصلين” من الآيات: “فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون…”. اجتزاء القرآن يحرف معناه بشكل بشع، يظهر فيه الحوثيون وكأنهم “أنصار الله”، ويظهر فيه المصلون وكأنهم “أعداء الله”! جاء في القرآن -رواية عن الشيطان- أنه قال: “إني أخاف الله”،فهل يعني ذلك أنه “يذكر الله”، وهل ينفي ذلك حقيقة أنه “عدو الله”؟! عندما يهتف المجرم الذي يفجر منازل الناس “الله أكبر” فهل يعني ذلك أنه أصبح من “الذاكرين الله”، أو من “أنصار الله”؟! لو صدقنا أن كل من يهتف: “هو الله” ومن صرخ: “الله أكبر”، فإن اللص الذي يقول: “بسم الله” وهو يفتح الخزنة سيكون من “أولياء الله”. لا تنجروا وراء دجالين يزعمون أنهم “أنصار الله”، وكهنة يقدمون أنفسهم للناس على أساس أنهم “أولياء الله”! لو كان كل من تحدث في شؤون الدين ولياً لله لما خاطبتنا الآيات بنص صريح يقول: “يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل، ويصدون عن سبيل الله…”. تأملوا وانظروا إلى وجوه من يأكلون أموالكم اليوم بالإتاوات والأخماس والأعشار وحق المولد والمجهود الحربي، ومليارات صادروها لصالحهم من البنك في الحديدة، رغم الاتفاق على أن تصرف كمرتبات للموظفين. تعرفوا على الكهان الجدد من خلال أحجام كروشهم، فإن سيما الرجال الصالحين في وجوههم، وسيما الكهنة الفاسدين في كروشهم. ويا أيها الكهان إذا كان ولابد لكم من الفساد فلا تغطوه بالدين، قد بدت للناس سوآتكم، فلا “تخصفوا” عليها من ورق القرآن. كُفّوا عن توظيف القرآن لخدمة أغراضكم السياسية. القرآن كتاب كريم فلا تجعلوه مجرد شعارات سياسية تصدون بها عن سبيل الله.