ما لا يدركه الكثير من اليمنيين أن للسلالة الهاشمية في اليمن مطابخ تصنع في الذاكرة الجمعية لليمنيين ذائقة احتقار من تاريخهم ومقدسات دولتهم كيمنيين بشكل ظاهره الجمال وفي باطنه قبح مورث لليمنيين الهلاك. تقوم هذه المطابخ بصياغة نكات ترفيهية تستهدف الهوية اليمنية وتسعى لإيقاع اليمني في تشويهها وازدراءها في وعي الباطن لديه، يتم صياغة تلك النكات الفكاهية بشكل مدروس من قبل مختصين نفسيين واجتماعيين معاً لطمس هوية اليمنيين كشعب واحتقار حضارتهم ودولتهم والتاريخ، وبعد صياغتها بتلك الدقة يتم تسريبها لليمنيين بصورة خفية ليتبنى اليمنيون إشاعتها بأنفسهم بذاكرة اللا وعي لديهم أو إدراك! مثلا تأملوا هذه النكتة والفكاهة: (واحد أوصى عندما يموت يكفنوه بالعلم اليمني ِ سألوه ليش، قال: علشان يعرفوا الملائكة اني معذب جاهز)!! تأملوا في الفكاهة ستجدونها في الظاهر تعتز بالعلم اليمني وتصور للقارئ في بدايتها أن الإنسان وصلت به حالة التقديس لعلم اليمن الى الحد الذي يوصي بتكفينه به عند موته، كما أنها تتعاطف مع المواطن اليمني المتعب المنهك وتظهر حجم معاناته ومصارعته لطوام الحياة وكوارثها، بينما الطابخ الهاشمي لهذه الاشاعة أراد من خلالها أموراً أخرى تماماً وهي في التالي: – أراد صائغ الفكاهة أن يظهر أن الانسان اليمني إنسان مستسلم لا يسعى لانتشال ذاته من المعاناة وبإمكانه أن يتعايش معها إلى لحظات وفاته. – أراد صائغ الفكاهة أن يخلق في العقل الباطن لدى الإنسان اليمني الاستعداد التام للعيش مع المعاناة الى أن يموت دونما نفرة منه لضرب أسبابها أو دوافعها. – أراد أن يظهر اليمني كإنسان سيئ لا يسعى لتغيير حال المعاناة والهوان لديه وإن صاحب ذلك حياته حتى الموت، ولكنه مع ذلك يسعى لاستغلال معاناته بشكل متحذلق لا ينتهجه غير الانتهازيين. – أراد صائغ الفكاهة أعلاه بأن يخلق قناعة لدى قارئها بأن كل المعاناة والعذاب الذي يعيشه اليمنيون سببه النظام الجمهوري الذي يعتبر العلم اليمني رمزية سيادته، وفي ذلك تغييب لإجرام العنصرية السلالية الهاشمية التي صنعت لليمنيين كل هذا العذاب وكل هذه المعاناة، وفعلت في اليمن أرضا وانساناً الأفاعيل. – أراد صائغ النكتة أن يجعل اليمنيين يتبنون الاحتقار لذواتهم ودولتهم وجمهوريتهم بأنفسهم وبشكل يبدو ممتعاً، وإذا احتقر الشعب ذاته لن يجد من الشعوب الأخرى إلا الاحتقار والامتهان، كما أن احتقار الذات يورث لديها القابلية التامة لقبول احتقار الغير لها بل والاستمتاع بذلك. ولما سبق أتمنى علينا كيمنيين تتبع مثل هذه الفكاهات ومصادرها، للتحذير منها والرد عليها ومواجهة شيوعها بكل الوسائل الممكنة. واقترح تحوير الفكاهة التي تستهدف رمز اليمنيين وعلم جمهوريتهم الى النحو التالي (واحد اوصى عندما يموت يكفنوه بالعلم اليمني، سألوه ليش؟ قال: علشان يعرفوا الملائكة كم أجرم في حق دولتنا وحضارتنا الهاشميون).