ثالوث الشر

بلال الطيب
الثلاثاء ، ١٢ يناير ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤٨ صباحاً
مشاركة

الحوثيون - يد إيران في المنطقة - هم المُستفيد الأكبر مما حدث في مطار عدن الدولي، وسبق أنْ قاموا بقصف مواقع عسكرية ومدنية في أكثر من منطقة، دون أنْ يعترفوا بذلك، واحتمال ضلوعهم في تنفيذ جريمة اليوم المُروعة يبقى هو الأبرز، دون إغفال مُستفيدين آخرين لا يقلون عنهم خطورة، وبين هذا الاحتمال وذاك تبقى الحقيقة غائبة، حتى تتولى جهات أمنية دولية مُحايدة التحقيق في القضية.

 

ومن يدري؟ ربما تكون حادثة قصف مطار عدن جريمة مزدوجة، تمت بتنسيق مُخابراتي بين الإماميين الحوثيين ودولة الإمارات العربية المُتحدة، وثمة حوادث سابقة تشير إلى ذلك، من قصف مسجد كوفل، وقاعدة العند، واغتيال اللواء اليافعي، وأبي اليمامة. والأهم من ذلك كله أنَّ مطامع أبو ظبي في السيطرة على سواحل اليمن وجزره باتت واضحة، ولن يتم لها ذلك إلا بوجود حكومة ضعيفة، مرعوبة، مسلوبة المصير والإرادة.

 

وفي ذات السياق الاتهامي، لا استبعد معرفة المُخابرات السعودية بما حدث اليوم، وبالأحداث السابقة، لأنَّها - أي المملكة - لا تريد لليمن أنْ يستقر، وهي وإنْ أخرجته من مشكلة، لا تخرجه إلا لتدخله في أخرى أشد ضراوة، ولها أيضاً مطامعها الواضحة في السيطرة على المناطق الشرقية، ولها.. ولها.. إلخ.

 

والأسوأ من ذلك كله، أنَّها - أي السعودية - عدونا التاريخي المُبهم، والمُلغم، وجدت في حراك 2011م الشعبي فرصة سانحة للتدخل بشكل مُباشر في الشأن اليمني، فكفكت عبر مُبادرتها الخليجية ما تبقى من دولة، ثم انقضت بسرعة خاطفة على فريستها المُنهكة تحت مُسمى (التحالف العربي)، جاعلة من التمدد الحوثي الإمامي - المدعوم منها أصلاً - ذريعة لذلك التدخل الحقود والسافر، وللخسة بقية.

 

الحوثيون (يد إيران)، والسعوديون، والإماراتيون، ثالوث الشر المُرعب الذي ينخر في جسد هذا الوطن المنهك منذ زمن بعيد، يتلذذون في مُعاناته، بمساعدة عدد كبير من أبنائه، ممن جبلوا على الانتهازية، والترزق، والعيش في حظائر العبيد.

 

وللتخلص من ثالوث الشر هذا، وإلى الأبد، يجب أنْ نعمل على إيجاد كيان وطني جامع يلم شتات الخيرين في هذا البلد التعيس، فالانتصار في المعارك المصيرية لا يتحقق إلا بقضية وطنية نؤمن بها، ونُقدم لأجلها التضحيات، وقيادة قوية غير مُرتهنة، ذات ماضٍ مُشرف، ولم تتلوث بالخيانة والفساد، وحليف صادق صدوق لا يطعن من الخلف، ونُخب فاعلة تعمل لأجل الوطن والمواطن لا لأجل مصالحها الضيقة، وقبل هذا وذاك التحرر من العصبية المقيتة، التي إن لم نكبح جماحها اليوم، ستصيبنا غداً في مقتل، وأن ندرك - وهو الأهم - أنَّ الله الجبار المُنتقم لا يساعد من لا يساعد نفسه.