في الواقع لم افكر قط ان اكتب هذا المقال، ولن اجافي الحقيقية اذا قلت جازما انه لم يدور في خلدي كتابة هذا المقال بالذات، الا ان احد الزملاء الصحفيين كتب مقالا بعنوان "مقارنة الحوثي بالشيطان"، ومع انني مشغول بأمور كثيرة وليس لدي متسع من الوقت لقراءة المقالات، الا ان العنوان استفزني، فتصفحت المقال على عجالة. بعد اطلاعي على مضمون المقال وجدت ان المقارنة صحيحة من حيث المبدأ، حيث ان ابليس والحوثي قد اشتركا في كثير من السمات والصفات والسلوكيات انطلاقا من منطق التكبر والعياذ بالله، لكن الحقيقة التي لا مناص منها هي بكل تأكيد حقيقة مفزعة وصادمة لكل من يعرف جرائم الحوثي عن قرب. وعلى الرغم من ان ابليس قد عصى وتكبر على الله واستحق بذلك اللعنة والطرد من الجنة والخلود في النار يوم يقوم الحساب، الا انه لا يمكن مقارنة الحوثي بالشيطان اطلاقا، لأننا ان فعلنا ذلك فقد ظلمنا ابليس ورفعنا من شأن الحوثي والعياذ بالله، ولذلك قررت كتابة هذا المقال لكي ابين للناس ان الحوثي اقبح من ابليس والعياذ بالله. نحن هنا لا ندافع عن الشيطان فهو ملعون من الله والملائكة والناس اجمعين، لكن كلمة الحق تقال وهي ان الحوثي اشد تكبرا وابشع اجراما وفسادا من ابليس، وهنا سوف ابين للقراء الكرام الجرائم الفادحة التي ارتكبها الحوثي ولم يرتكبها ابليس اللعين على الاطلاق. ابليس لم يدعي في يوم من الايام انه ابن نبي او حفيد رسول او انه قرآن ناطق وانجيل مقدس او توراة تتلى على الناس، بينما أدعى الحوثي انه ابن نبي الله وحفيد رسول الله راجعوا الزوامل والادبيات الحوثية وستجدوا ما يسركم، وايضا زاد الحوثي على ذلك دعواه ان الله قد خصه بالولاية اي في حكم اليمن والله من ذلك براء. وزاد الحوثي الطين بلة عندما ادعى انه القران الناطق، وهذه بدعة لم يسبقه اليها احد من العالمين ولا احد من المردة والشياطين. لم نسمع في اليمن ان ابليس خدع ملايين اليمنيين وضحك عليهم بأكذوبة الجرعة ومحاربة الفساد، كما فعل الحوثي انه يقود ثورة لاسقاط الجرعة واسقاط حكومة الفساد حد قوله ولما تسنى له الامر وامسك بالسلطة سعى في الارض فسادا وخرابا ورفع الاسعار وسرق مليارات الدولارات والريالات من البنك المركزي وجرع الناس الفقر والبؤس والحرمان من كل شيء حتى من مرتباتهم الشهرية التي لا تكفيهم لمدة اسبوع واحد، وفوق هذا سعى الحوثي جاهدا الى ابتزاز المواطنيين وسرقة اموالهم من جيوبهم بمسميات عديدة غريبة وعجيبة لم يستطيع ابليس نفسه اختراع مثل تلك المسميات والحيل والاساليب. لم نسمع في اليمن وغير اليمن ان ابليس قد هدم دور القران والحديث واغلق جامعات الايمان واطلق العنان لجامعات الخرافة والضلال كما فعل الحوثي الذي هدم دار القران الكريم في منطقة كتاف وشرد طلاب العلم الشرعي من هناك لكي يعم الجهل والخراب في البلاد وحتى لا يوجد من فيها من يعرف شرع الله، وكذلك قام الحوثي بقتل وتهجير طلاب دار القران والحديث في دماج واحرق المكتبة والدار وهو مالم يفعله ابليس او ذريته على مدى الازمان والعياذ بالله. وهكذا استمر الحوثي في ملاحقة طلاب الحديث والقران في عموم المحافظات فهدم المدارس الدينية في كل مكان لكي لا يبقى دين صالح في البلاد الا خرافاته وضلالاته الايرانية المزيفة، وهي سابقة خطيرة لم يسبقه اليها انس ولا جان. لم نعهد ولم نسمع ان ابليس اللعين قد هدم بيوت المعارضين السياسيين او اغتصبها كما فعل الحوثي ويفعل ضد معارضيه، حيث تشير التقارير الصحفية الى ان الحوثي هدم اكثر من 800 منزل للمعارضين السياسيين وشرد عوائلهم في مختلف المحافظات اليمنية، كما قام بالاستيلاء على بيوت وممتلكات خصومه السياسيين والمقال لا يتسع لذكر تلك الحالات لكن الجميع يعرف جرائم الحوثي في هذا المضمار. ابليس لم يختطف الصحفيين والناشطين الحقوقيين ويعذبهم او يغيبهم في الاقبية كما يفعل الحوثي ولذلك لا تجوز المقارنة بين الاثنين على الاطلاق، كما اننا لم نسمع ان ابليس قد اختطف الناشطات الحقوقيات واخفاهن في السجون وارتكب ضدهن جرائم يندى لها لها جبين ابليس نفسه الذي اصبح لسان حاله يقول اللهم نجني من الحوثي وعلمه انه كان من المجرمين.