كم أرثي لحال من تسابقوا على محلات الصرافة قبل أيام قليلة بغية مصارفة مدخراتهم من العملات الأجنبية بالعملة المحلية عندما تحسنت أسعار صرف العملة المحلية بصورة مفاجئة وبوتيرة متسارعة.
اتذكر يومها أنني اضطررت لصرف خمسمائة ريال سعودي بسعر 164ريال يمني، ورغم أنني كنت مضطر لذلك الا أنني أشعر بالندم على ذلك، فما ظنكم بمن سارع الى صرف عشرات الآلاف بل ومئات الآلاف من الدولارات أو الريالات السعودية وغيرها من العملات الأجنبية، لا لشيءٍ سوى أنهم يخشون من أن التحسن في أسعار العملة المحلية سيستمر بشكل أكبر مما وصل اليه آنذاك مما سيضيع عليهم فرصة الاستفادة من فارق اسعار مصارفتها والتي كانت تتراجع بشكل كبير بين الفينة والأخرى.
أتذكر يومها أننا حاولنا التوضيح بأن حالة التحسن التي طرأت على أسعار العملة المحلية والتي حاول البعض إرجاعها الى حالة التفاؤل التي سادت بعد تشكيل حكومة المناصفة ونشر أخبار عن قرب الإعلان عن وديعة سعودية جديدة للبنك المركزي... حاولنا حينها التوضيح بأن هناك نوع من المبالغة في الأمر، وأن ثمة من يريد استغلالها لتحقيق مكاسب مالية كبيرة جراء القيام بعمليات المضاربة بأسعار الصرف والتي قام بها الكثير من المضاربين بالعملات.
اليوم لكم أن تتخيلوا حجم الارباح التي حققها مضارب ما اذا افترضنا أنه قام بشراء مبلغ مليون ريال سعودي بسعر 164 ر.ي لكل ر.س، وذلك إذا افترضنا أنه يعتزم اليوم بيع نفس ذلك المبلغ عند سعر الصرف الجديد للريال السعودي أمام الريال اليمني والذي بلغ مساء اليوم 216 ر. ي.
من يصدق أن ذلك المضارب بالعملات سيحقق أرباحا قد تصل الى حوالي 52 مليون ريال يمني وذلك خلال مدة لم تتجاوز بضعة أيام؟ وبأقل جهد وعناء.!!
"وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
ودمتم بخير