انا واحد من الجيل الذي تربى أيام الزخم القومي، وتشبع بالعداء لاسرائيل، ولذلك كنت وساظل لا اطيقها وسانظر لها على أنها دولة احتلال عنصري حتى وان طبعت معها الانظمة العربية كلها. – وفي نفس الوقت فانا واحد من الجيل الذي عاش مرحلة المزايدة العربية بالعداء لإسرائيل، والتي جعلتها شماعة للتخلص من القوى الوطنية المعارضة للحكام. – انا شاهد على ان المجازر التي ارتكبت ضد الفلسطينين في ايلول الاسود في الاردن وصبرا وشاتلا في لبنان لم يرتكبها ضدهم المحتل الاسرائيلي في فلسطين. – انا شاهد بان المجازر التي ارتكبها النظام السوري ضد شعبه في عدة مدن لم ترتكبها اسرائيل في الجولان السورية المحتلة. – انا شاهد بان جريمة الكيماوي التي ارتكبها نظام صدام ضد شعبه في حلبجة لم تركبها اسرائيل ضد العرب. – انا شاهد بان جرائم رمي أعضاء حركة فتح من فوق عمارات غزة التي قامت بها حماس لم يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد أي فلسطيني. – انا شاهد بان الفلسطنيين في مناطق الأحتلال الاسرائيلي يعيشون في مستوى معيشي وحرية أفضل مما يعيشونه في بقية البلدان العربية كلها. – انا شاهد بان الظلم والاستبداد والكبت والفساد الذي تمارسة الانظمة العربية ضد شعوبها لم يمارسه الاحتلال الإسرإئيلي ضد الفلسطينيين. – انا شاهد بأن الجماعات الدينية المسلحة في الوطن العربي التي تزعم العداء لإسرائيل قتلت بسلاحها آلاف المسلمين ولم تقتل أي اسرائيلي. – نعم نكرة الاحتلال أي كان، ونكره الاحتلال الاسرائلي على وجه التحديد، ولكننا ايضا نكرة المزايدة الكاذبة ضده، التي مارستها الاحزاب القومية بالأمس، وحركة الاخوان في اليوم. – من ظل يرسل الشباب ليقاتلون اخوانهم المسلمين في أكثر من دولة عربية ولم يرسل جندي واحد يقاتل اسرائيل عليه ان يبلع لسانه وإلا يزايد علينا بمخاطر التطبيع.