ميليشيا الحوثي تحتقر نساء اليمن وتحرض عليهن

عبدالرحمن جابر
الأحد ، ٠٧ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٢٥ صباحاً
مشاركة

تحتقر جماعة الحوثي نساء اليمن وتحرض عليهن في كل منصاتها الجماهيرية، هذا التوجه يهدف أولا إلى إشغال الشعب بالحرائق العائلية المفتعلة، وإنهاك نفسية وذهنية الرجل اليمني بمسائل الشرف والمكانة، انطلاقا من إدراكها بمدى إثارة هذه الموضوعات، كونها تشكل عامل قلق وهوس دائمين لليمنيين، بل ربما تتصدر هرم احتياجات اليمني ودوافع بقائه، وهذه السياسة التي تعتبرها الجماعة منقذة كفيلة بإنهاء المواطن عن المطالبة بتحسين وضعه المعيشي وتوفير متطلبات بقائه الرئيسية، على أساس أن هذه المهام من أبرز وظائف ومسؤوليات السلطة الحاكمة.

يطمحون للقضاء على ما تبقى لليمني من ملاذ داخلي وسكن نفسي توفره أجواء الأسرة الحميمية والدافئة، يباشرون تدمير المعنى ونسف القيمة التي تحافظ على إيمان المرء بضرورة بقائه حيا وقريبا من أهل بيته، يريدون قلب أولويات البشر لتصبح الأسرة آخر اهتمامات الشخص وأضعف روابطه بعد أن كانت أولها وأقواها، يتفنون في تلطيخ وشيطنة المرأة اليمنية حتى تسقط من أعين الرجل أعز مفاهيمه الوجودية وأثمن علاقاته الإنسانية.

يجري ذلك حتى يتسنى لهم بعد ذلك تحشيد واستيعاب الذكور ضمن صفوف مقاتليهم وإرسالهم إلى المحارق، ولا يمكن أن لا يحدث ذلك، فما الذي سيبقى للرجل بعد أن تنهار كرامته الإنسانية ويشعر بالخزي والعار، وهو يخلق ويكبر أوهامه الشنيعة عن نساء بيته، حين تموت أمامه أعز مقدساته وأشدها حساسية.

تعتقد الجماعة أنه لا بد من عملية اختراق قيمية ونفسية لكيمياء الأسرة اليمنية وبنائها الصلب، بحيث يسهل التلاعب والعبث بأفرادها لاحقا في كل الاتجاهات، وبما يخدم تحصين وجود مشروع الطائفية، العنصري المتطرف.

وبينما هم يسيئون للمرأة، وينتهكون قداسة مكانتها ويستخفون بمركزية دورها داخل البيئة اليمنية، بل ويسعون بكل جهد نحو مزيد من إلصاق التهم الوضيعة بها؛ نجد أنهم يحتفلون بالزهراء، ويطلبون من الشعب الصلاة عليها في اليوم خمس مرات وكأن فاطمة ابنة النبي (ص) لم تكن من جنس النساء.

يسعى صانع سياسات الحركة لأن يكفر المرء بكل ثوابته وثقافاته وانتماءاته، ولا يبقى في وجوده غير تقديس خطب ومحاضرات القائد، فالهوس بموضوع الجنس ومجالاته والتركيز على كل تفاصيله، حتى تلك التي لا ينتبه لها إنسان سوي ليست عناية بريئة، ولا يمثل سلوكا فرديا لبعض شخصيات منفلتة داخل الجماعة، بل يتم ضمن سياسية منهجية وخطط مدروسة، لتحقيق اختراقات خطيرة في وعي المجتمع اليمني.

لا فرق بين أهداف الحوثيين وأهداف المنظمات الدولية صاحبة التقليعات الفكرية الشاذة، الاثنان يسعيان خلف تفكيك جميع روابط ومقدسات الفرد والمجتمع.

تنافس مريب ضمن حملات منظمة وشرسة تستهدف سلامة كيان الأسرة داخل المجتمع، ولا نعلم كيف ستتطور الأمور