الاربعاء ، ١٠ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:١٤ صباحاً
مشاركة

والله لولا أن المناظر بشعة لجثث الحوثيين المتناثرة في الشعاب والسهوب على أطراف مأرب، ولولا احترام مشاعر أسر القتلى لنشرت صورهم، ليعرف اليمنيون قدر الجريمة التي ارتكبها الحوثي بحق من غرر بهم قبل جريمته في حق مأرب وأهلها. يا إخوتنا ارحموا أنفسكم، مأرب لا تريد قتالكم ولا قتلكم، ولكنكم لن تدخلوها إلا ضيوفاً مسالمين. اتركوا عنكم دعاية الكهنة، هؤلاء سياقهم مختلف، وأهدافهم مختلفة، ومشروعهم غير مشروع اليمنيين، وأنتم تعرفون. لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، قتلاكم في مأرب ليسوا شهداء، بل قتلة معتدون، ومأرب بيد أهلها وأهلها كل اليمنيين فيها. أنتم تعرفون أن الحوثي اعتدى على صعدة أولاً، وأن عدوانه مرّ على عمران وحجة وصنعاء والمحويت وذمار وإب وتعز وغيرها، وتعرفون ما فعله الكهنة بأبناء تلك المحافظات، فلا تعينوه على تكرار عدوانه في مأرب... لا تشاركوه لأن مأرب تعرف كيف تقارع العدوان، ولأن مأرب عندما جاءتها رسالة تهديد من سليمان - وهو النبي الملك - رفضتها، وعندما جاءتها دعوة كريمة منه أسلمت معه لله رب العالمين. مأرب تؤمن بالمعية، وترفض التبعية، ولن تكون ضمن مشروع إمام ورعية وتابع ومتبوع... لن تهزموا مأرب، لأنه يستحيل هزيمة قوم يرون أن ذل الدهر أن يصاب الرجل منهم في ظهره، وأن الرجال لا تكون إصاباتهم إلا في مقدمات الرؤوس، مقبلين غير مدبرين؟! لكن الخيار...