الحوثي وجريمة هدم مسجد النهرين

زايد جابر
السبت ، ٢٠ فبراير ٢٠٢١ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً
مشاركة

في أحدث جرائمها ضد معالم اليمن التاريخية، اقدمت مليشيا الحوثي بتاريخ 16 فبراير على هدم مسجد النهرين في العاصمة صنعاء الذي يقع في حي باب السباح ويطل على السائلة والذي يعد من اقدم المساجد ليس فقط في اليمن وانما في العالم الاسلامي كله. وهذه الجريمة لا علاقة لها بالصراع بين الاجنحة المذهبية او الشخصيات الزيدية كما زعم البعض اذ ان هذا الصراع يمكن حله بتغيير القائمين على المسجد وليس هدمه، وانما يمكن تفسير ذلك بدوافع الحقد والخرافة التي تسيطر على دعاة الإمامة السلاليين، فهم يحقدون على كل تراث اليمن قبل وبعد الاسلام مما ليس له صلة بتراثهم السلالي والمذهبي. ولأن تاريخ مسجد النهرين يعود الى عهد الخليفة الأول ابو بكر الصديق رضي الله عنه وهو تاريخ لا يحب هؤلاء السلاليون ان يبقوا على أي أثر له، اذ تاريخ اليمن الاسلامي يبدأ عندهم من قدوم يحيى الرسي اواخر القرن الثالث الهجري، واذا تناولوا ما قبله ذهبوا الى مجيء الامام علي الى اليمن في عهد النبوة والذي يكتنفه الغموض وتحيط به الأساطير وليس له اي اثر مادي يدل عليه.. على أني لا استبعد وجود دافع آخر لمن اقدم على الهدم وهو البحث عن ما يزعمونه من وجود كنز تحت المسجد، اذ ظل بعض ائمة الهادوية ومشعوذيهم يزعمون بوجود كنوز في كثير من المواقع الأثرية في اليمن والعاصمة صنعاء ومنها مسجد النهرين، فقد سعى الامام المتوكل محمد بن يحيى بن المنصور الذي تولى الامامة في صنعاء خلال الفترة (1260-1265هـ / 1844 – 1849م) للحصول على هذا الكنز المزعوم وحفر تحت اعمدة المسجد، وزعموا أنه حصل على صنم من ذهب!!، وبقيت كنوزا عظيمة أخرى تحت المسجد كما ذكر ذلك المؤرخ عبدالواسع بن يحيى الواسعي ( المتوفي سنة 1960م ) في كتابه ( تاريخ اليمن المسمى فرجة الهموم والحزن في حوادث اليمن )، حيث قال في أحداث سنة 1262ه / 1847م : ” … ثم حفر المتوكل صرح مسجد النهرين ووجد في تلك الحفرة صنما من ذهب. وسمعت عن بعض المشايخ الثقات عن بعض المستخدمين للجن المشهورين في علم الروحاني ان تحت هذا المسجد كنوزا عظيمة”. انتهى. وايا كانت دوافع ومبررات من قاموا بهدم هذا المسجد التاريخي فهي جريمة كبرى تضاف الى جرائم الحوثيين بحق اليمن الانسان والحضارة والتاريخ.