الطبع تغلب على مصالح الوطن

فضل الجهمي
الاربعاء ، ٢٤ فبراير ٢٠٢١ الساعة ١٢:٤٨ صباحاً
مشاركة

استضاف المنتدى الأمريكي اليمني في مدينة ديربورن ولاية متشجن لقاء خاص بعضوين من مجلس النواب اليمني أحدهما عن مديرية سرار محافظة أبين وهو الاخ قاسم الكسادي، والآخر عن مديرية ماوية محافظة تعز وهو الأخ عبد السلام الدهبلي.

وكعادة اللقاءات والاستضافات التي ينظمها المنتدى مع ضيوفه وقد شملت لقاءات كثيرة كان أخرها قبل هذا اللقاء.. لقاء مع الأخ أحمد الصالح الناشط الجنوبي المعروف.. وقبل ذلك مع الأستاذ عبد العزيز  جباري نائب رئيس مجلس النواب اليمني ومستشار الرئيس.

وفي كل اللقاءات التي تمت واستضيف فيها العديد والعديد من الشخصيات كانت تجري في أجواء حميمية يتخللها نقاش جاد ومسؤول وإن اختلف المتناقشون في وجهات النظر..

وفي كل اللقاءات كانت كل الآراء تحترم وتقدر وينصت الجميع لبعضهم، ضيوف ومستضيفين، ويستخلص الجميع الدروس والعبر من بعضهم البعض وتخرج اللقاءات بحصيلة جيدة.

اللقاء الأخير كان شيء آخر مختلفا عن كل اللقاءات حيث أعادنا للوراء كثيرا وخصوصاً من جانب الأخ عبد السلام الدهبلي، فذكرنا بزمن الفهلوة والفهلويبن الذين صعدوا في فترة زمنية معينة وأصبحوا آنذاك يتسيدون الساحة السياسية واصبحت كلمتهم هي الأعلى أمثال سلطان البركاني وعبده الجندي.

عضوا مجلس النواب اليمني، ذلك المجلس سيئ الصيت الذي مُررت عبره كل الصفقات المشبوهة على مدى عمره الطويل بحكم وجود الأغلبية المطلقة مقابل تمرير امتيازات خاصة لأعضائه.. أهمها درجة وزير بكل امتيازاتها المالية لكل عضو تستمر معه مدى الحياة في سابقة تاريخية عن كل مجالس النواب في العالم.

عضوا مجلس النواب حضرا إلى الولايات المتحدة لا لتوصيل الصوت اليمني إلى المسؤولين الأمريكيين استكمالا لما قام به ويقوم به زميلهم عبد العزيز جباري والوزير السابق صالح الجبواني.. وكل الناشطين اليمنيين في الولايات المتحدة لتشجيع مواقف الإدارة الحالية وحثها للمضي قدمًا للخروج من مأزق الحرب في اليمن وعبث التحالف باليمن واليمنيين، ولكنهم آتوا في محاولة لقطع الطريق على من انشق عن الدور الذي رسمه التحالف للنواب وللمسؤولين اليمنيين الذين خضعوا خضوعا مطلقا للتحالف بجناحيه وفضلوا الصمت عن ما جرى ويجري من عبث وتدمير لليمن  وللسلم الاجتماعي في اليمن مقابل فتات الأموال.

أن تأتي خدمة لوطنك وبإرادتك فهذا شيء مرحب به من قبل الجميع.. لكن أن تأتي لدور مرسوم بهدف قطع الطريق عن من يقوم بدوره وبواجبه تجاه وطنه سواء كان من أعضاء مجلس النواب أو المسؤولين اليمنيين الذين تمردوا عن هذا الدور.. وقاوموه وقاوموا العبث أو الناشطين اليمنيين في الولايات المتحدة الذين رفعوا أصواتهم.. وحذروا ومنذ وقت مبكر من دور التحالف وانحرافه عن الأهداف التي جاء من اجلها،  فتلك جريمة مشهودة وإصرار على الجرم بحق الوطن.

نشاط محموم واستثنائي ومفاجئ وغير معهود بعد صمت طويل ومباركة طويلة ودائمة لما يقوم به التحالف في اليمن الذي صار دوره محل لاستهجان العالم أجمع.

البركاني يتحرك وفق الدور المرسوم له  من الإمارات على وقع وعود إماراتية له بإزاحة منصور من الرئاسة وإحلاله محله.. ومع تحرك البركاني تحركت بيادقه لأغراض لا تخدم إلا أهداف التحالف بهدف إطالة حضوره.

 الأصوات المرتفعة الفاضحة لدور التحالف تزعج التحالف كثيرًا وخصوصًا من مسؤولين شغلوا مناصب رفيعة.. وعملوا مع التحالف لفترة من الزمن وتشكل تصريحاتهم ولقاءاتهم أمراً مزعجًا.. كونها تشكل شهادات تاريخية عن مرحلة تاريخية سيئة ودور سيء وقذر لجيران وأشقاء كان يؤمل منهم دور يراعي الأخوة والجوار ويراعي المصالح المشتركة للجميع، وتشكل أيضا تلك اللقاءات و الأنشطة السياسية والإعلامية مرحلة جديدة أو نواه لتكوين قوة اجتماعية مناهضة لهذا الدور في ربوع اليمن.

قبل هذا اللقاء اعتقدنا كثيرا بأن زمن التشرد خارج الوطن وهمجية الحوثيين ومعاناة اليمنيين من كل أشكال المليشيات ومن الحصار ومن هيمنة التحالف قد أثرت في الكثير ودفعتهم لأن يكونوا مع وطنهم.. ليضعوا أنفسهم في الموضع الصحيح.. لكن للأسف وجدنا أن الطبع تغلب على مصلحة الوطن عند البعض..  فصاروا لا يتقنون الحركة والتحرك إلا بخطوط ترسم لهم مسبقاً ولا يسمح لهم بالخروج عنها.

اليمن سينتصر وستمضي الى الأمام كما تمضي الدول الأخرى وسوف يُغرق اليمنيون كل المشاريع الخارجية ويدفنونها في رمال الصحراء كما دفنوها في مراحل تاريخية مختلفة.