تشهد تخوم مأرب المواجهات الأعنف بين ميليشيات الحوثي وقوات الحكومة اليمنية، والتي تدور في جبهات عدة بمديرية صرواح غرب المحافظة.
وقالت مصادر ميدانية إن الحوثيين شنوا هجوماً واسعاً على مواقع للجيش اليمني في جبل البلق الاستراتيجي المطل على سد مأرب، أحد المعالم التاريخية للمحافظة، وسيطروا على أجزاء منه قبل أن يشن الجيش هجوماً معاكساً لاستعادة المواقع التي فقدها.
وشيعت الشرعية صباح اليوم الأحد قائد قوات الأمن الخاصة، العميد عبدالغني شعلان، وعدداً من مرافقيه في المحافظة، الذين قتلوا خلال اشتباك مباشر مع مجاميع حوثية تابعة لما يسمى "كتائب الموت"، بعد أن تمكن من فك الحصار على عدد من الجنود وإيصال الإمدادات والذخيرة إليهم، بحسب المصادر ذاته.
وتم تشييع العميد شعلان ورفاقه في موكب جنائزي شعبي ورسمي يتقدمه وزير الدفاع اليمني ومحافظ مأرب، ولم تورد وزارة الدفاع اليمنية أية تفاصيل حتى اللحظة حول مقلته.
غرب مأرب الجبهة الأسخن
وشهدت المناطق الغربية لمأرب معارك مستمرة منذ ثلاثة أيام تعد الأعنف على الإطلاق، بعد تصدي القوات الحكومية ورجال القبائل لهجمات على جبل البلق الشمالي ومنطقة الزور، تمكنت القوات الحكومية خلالها من استعادة كامل أراضيها بعد كرّ وفرّ مع خصمها القادم من صنعاء.
وأعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية مقتل 350 من عناصر الميليشيات الحوثية، فيما لم تعلق وسائل إعلامها عن أية خسائر تعرضت لها حتى اللحظة.
ويعد المحلل العسكري علي الذهب، أن مقتل القائد اليمني يعطي تصوراً حول مسرح الأحداث، "فمقتل قائد رفيع يدل على أن القوات كانت في موضع هجومي"، إلا أنه عد ذلك خطأً تكتيكياً في الوقت نفسه "فمن الخطأ تقديم رجل حساس في مركزه وجعله واجهة للجيش، بخاصة وأنه كان عرضة للاستهداف المستمر من قبل الحوثيين مرات عدة".
وتابع الذهب أنه بالنسبة إلى خيارات الطرفين "فقوات الشرعية وميليشيات الحوثي تبذلان مزيداً من الجهد للمحافظة على مواقعهما، حيث حقق الحوثيون مكاسب في حين أن الشرعية تنجح في استعادة ما تخسره"، لافتاً إلى أن هناك استماتة كبيرة للاختراق والصمود بين الطرفين"، مما كلّف خسائر بشرية كبيرة.
وفيما تشهد المنصات التابعة للحوثي تعتيماً ملفتاً منذ أيام حول مستجدات "الجبهة المأربية"، تزامن معها رفض للجماعة على لسان متحدثها، محمد البخيتي، أي دور دولي لوقف التصعيد.
النازحون عرضة للاستهداف
واقتربت المعارك بشكل أكبر من مخيمات النازحين في مأرب، مما جعل وزارة خارجية الحكومة اليمنية توجه دعوة للمنظمات الإنسانية لتحمل "مسؤوليتها القانونية والأخلاقية"، والتدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين والنازحين الذين "يواجهون تبعات آلة حرب الميليشيات الحوثية الإرهابية"، وفقاً لبيان نشرته عبر حسابها على موقع "تويتر".
وقال البيان إن مأرب "تتعرض منذ مطلع فبراير (شباط) الحالي لأكبر وأشرس الهجمات الحوثية، استخدمت فيها الميليشيات كل أنواع الأسلحة بما فيها الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، إذ تعرضت المدينة في ليلة واحدة فقط (الجمعة الماضية) إلى القصف بـ 10 صواريخ باليستية".
وأعربت الخارجية عن استغرابها لما وصفته بـ "صمت المنظمات الإنسانية الدولية، أو لبياناتها التي لا تحدد أية مسؤولية وكأن الفاعل مجهول، على الرغم من أنها تشاهد وتسمع ما يتعرض له ملايين المدنيين والنازحين من أخطار تلك الهجمات".
*نقلاً عن اندبندنت عربية.