مأرب فاتحة النصر

صلاح القادري
السبت ، ٠٦ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢:٢٤ صباحاً
مشاركة

في كل حرب هناك معارك فاصلة، وهناك مدن تغير موازين القوى وتقلب الأمور رأسا على عقب، ‏ومأرب هي تلك المدينة والمعركة التي بمآلاتها سيتحدد مصير جمهوريتنا وحريتنا، صمودها في هذه المرحلة أمام بغي الحوثي وتطاوله وغروره هو الخطوة الأولى في طريق انتصارنا واستعادة بلدنا،

وانتصارها في هذه المرحلة هو إيذان بنهاية الحوثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، الحوثي يغرر بآلاف الشباب الذين التهمتهم صحاري مارب وشعابها، وسيواصل هجماته الانتحارية باتجاهها، لذلك يجب علينا لملمة الصفوف وتجاوز الصراعات الهامشية التي لا تخدم إلا هذه الجماعة الإرهابية المتطرفة، واستغلال الدعم الذي يقدمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والتي تدرك أهمية معركة مارب في هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، وتحريك الجبهات هو السبيل الوحيد لتخفيف الضغط على مارب وتشتيت الحوثي وقلب الطاولة عليه، فنحن في لحظة فاصلة ويجب علينا الاستفادة من أخطاء الفترات الماضية وعدم التعويل على المواقف الدولية والأممية التي تبين انحيازها بشكل واضح ، نحن ندافع عن مستقبل أجيالنا القادمة وعن هوية اليمن التي هي في خطر كبير.. إن مارب بصمودها الأسطوري أحيت الأمل في قلوب كل اليمنيين وأثبتت ضعف الجماعة الحوثية وهشاشتها، لذلك يجب علينا أن نكون عند مستوى طموح الملايين من أبناء شعبنا الذين تتخذهم هذه الجماعة رهينة بين أنيابها، وما يثلج الصدر في هذه المرحلة هو حالة التكاتف مع مارب من مختلف القوى والتيارات الوطنية، هذه الحالة التي لو استثمرت لتغير مسار المعركة بشكل دراماتيكي، وكما انتصرت الجمهورية بعد معركة حصار السبعين التي كانت هي الفيصل في نجاح الثورة السبتمبرية في تلك المرحلة، ستكون مارب هي النقطة الفاصلة والسد المنيع الذي سينكسر الحوثي تحت أقدام أبنائها، وسيسجل التاريخ هذه الملحمة التي تسطرها بأحرف من نور.