خزان صافر النفطي كارثة بيئية على وشك الإنفجار

عبدالفتاح الشوكاني
الأحد ، ٢١ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢:٥٠ صباحاً
مشاركة

كارثة بيئية على وشك الإنفجار، وواقع يسوده المخاوف والقلق لليمنيين وتقلق لها المنطقة خشية من تكرر سيناريور إنفجار ناقلة إكسون فالديز النفطية في سواحل الأسكا الأمريكية،  لإنفجار خزان صافر، جراء الإهمال والتدهور المستمر ورفض المليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، لأي مبادرة  حل من شأنها تُنهي الملف الساخن لقنبلة صافر الموقوته. 

منذ أكثر من ست سنوات لم يخضع خزان صافر النفطي المحمل بمليون برميل نفط ويزيد، لأي صيانه وفي وقت عمره الإفتراضي قد انتهى وفي حال تسرب النفط وانفجار الناقلة فإنه من المتوقع  أن تُشكل كارثة بيئية كبيرة، خصوصاً بعد ما تعرض هيكلها الحديدي للتأكل والتحلل، مما تسرب مياه البحر إلى غرفة محركاتها، أي ستفوق كارثة ناقلة إكسون فالديز  التي حدثت في سواحل الأسكا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 198‪9م، كأكبر كارثة بيئية في التاريخ، علماً أن خزان صافر يحوي على نحو أربعة أضعاف من النفط لناقلة، إكسون فالديز الأمريكية، وسيكن خطر صافر أكثر بكثير من إنفجار مرفأ بيروت إن انفجر، حسب تحليلات خبراء إقتصاديين، وسيخرج ميناء الحديدة من الخدمة تماماً، وستقطع معها إيصال المساعدات والبضائع للكثير من أبناء الشعب اليمني. 

كانت ناقلة صافر إحدى ركائز الإقتصاد اليمني، منذو ثمانينيات القرن الماضي، لربط أنابيب تصدير النفط الخام  من مأرب إلى الناقلة ومن ثمّ التصدير إلى الدول المستوردة فتوشك، أن تكن بؤرة لإستنزاف هذا الإقتصاد، ونزع إحدى مصادر الدخل من أيادي اليمنيين. 

جمعية حلم أخضر البيئية تحدثت، أن أكثر من مائه وستة وعشرين الفاً من من الموظفين  يعملون في قطاع الأسماك سيفقدون وظائفهم، وأكدت أن البيئة اليمنية البحرية والساحلية ستتعرض للتدمير الكلي والجزئي والذي سيمتد من سواحل البحر الأحمر حتى سواحل خليج عدن وسيمر إلى البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وربما سيصل إلى رأس العقبة في الأردن، وفوق هذا نشر موقع سكنيسنج، إن انفجرت السفينة أو احترقت، ان تزيد هذه الظاهرة من الاحتباس الحراري نتيجة لتصاعد أكاسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ووفقاً لكل التقديرات سيحتاج اليمن إلى زمن طويل للتعافي من تبعات التلوث البحري، ويُقدّر بأكثر من ثلاثين عام وبتكلفة تقدر عشرين مليار دولار، علما أن الخزان يحتوي على النفط الخام بقيمة أكثر من اربعين مليون دولار.

الحكومة اليمنية حملت بدورها موضوع خزان صافر، إلى المنابر الدولية والأقليمية، ومن ضمن ذلك المشاركة في الإجتماع الطارئ ليبرسجا "الهيئة الإقليمية للمحافظة على البحر الأحمر وخليج عدن" لدراسة المخاطر البيئية المحتملة ووضع الحلول، وكذلك تعميم ذلك على جميع السفارات الأجنبية، والمنظمات الدولية، للتعريف بالكارثة المحتملة لممارسة الضغط على الحوثيين، ومع تلك المعطيات عقد مجلس الأمن الدولي العديد من الجلسات المغلقة والمفتوحة لمناقشة خزان صافر، لإتخاذ الإجراءت والتدابير لإلزام  للحوثيين للإنصياع لوضع حل للأزمة، ويتمثل بإجراء عملية الصيانة والتفريغ، إلا ان المليشيا لم تستجب لأي نداء ضمن سياستها المتبعة القائمة على المرواغة والتعنت والإبتزاز السياسي والمتاجرة بالقضية ، وعدم السماح للفريق الأممي للوصول إلى الخزان، ووفقاً لمصادر ان الحوثيين أحاطوا السفينة بألغام بحرية تحسباً لأي تدخل خارجي لصيانتها، وأصبحت تشكل خطراً ضخما على اليمن والعالم، أكثر من أي وقت مضى.

دبلوماسيون غربيون تحدثوا أن الحوثيين يتعاملون مع الخزان كسلح نووي رادع، وأنهم يستخدمونه كورقة ضد المجتمع الدولي إن تعرضوا للهجوم، ويرجح الكثير من المتابعين للشأن اليمني أن إيران هي من تقف في إعاقةحل ملف خزان صافر النفطي، لرفع الحصار الإقتصادي عنها وفتح مطار صنعاء الدولي لنقل جرحى الحوثيين إلى الخارج ودخول وخروج الخبراء اللبنايين والإيرانيين من وإلى صنعاء، يأتي وفقاً لشورط قدمها الحوثيون للأمم المتحدة وشروط تعجيزية أخرى.

تتصاعد الدعوات الدولية لإنقاذ خزان صافر، بما يُشير تحميل الحوثيين كارثة إنفجارها، ومسؤلية كوارثها، إن أمكن، وبدأت معها أصوات التحذيرات تتعالى من السفينة، فقد تصدرت، إهتمامات المؤتمرات الدولية لتصبح قلقا دوليا متصاعداً، لما يمثله البحر الأحمر من أهمية إستراتيجية لأحد أهم طرق الملاحة الدولية، وعلى إثرها ستتضرر ثماني دول مصالحها الإقتصادية منها اليمن، السعودية، مصر، السودان، الصومال جيبوتي وإرتيريا بمختلف الأشكال، فلقد حان الوقت للعالم أن يتحرك.