المستقبل المجهول لداعمي السلالة

موسى المقطري
الاربعاء ، ٣١ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢:٣٤ صباحاً
مشاركة

يوما بعد يوم تثبت مليشيا الحوثي الانقلابية أنها غير قابلة للتعايش حتى في إطار مكوناتها الداخلية وداعميها ومناصريها ناهيك عن مخالفيها ومن وقفوا في وجه انقلابها الأسود ، ويؤكد هذا المنحى ممارسات الجماعة في حق العديد من المشائخ الذين استخدمتهم سابقاً جسر عبور لتنفيذ اجندتها الانقلابية ، ثم اوجدت لنفسها مبرراً لمن لم يساعده الحظ بالهرب لتصفيتهم أو سجنهم وقبل كل هذا كان تعاملها مع صالح أكبر دليل على هذا المنحى البرجماتي الدموي المرتكز على الاستفادة من الاخرين ككروت يتم التخلص منها بطريقة بشعة بعد تحقيق المطلوب ، إضافة إلى تعاملها مع "المتحوثين" وهم الفئة التي لا تنتمي الى السلالة تستخدمهم الجماعة وقودا للمحارق في الجبهات ثم يتركوهم تأكل جثثهم الطيور، او يتخلصوا منهم بطرق مأساوية في ارض المعركة .

الأسوأ في هذا المنحى وصوله الى الصفوف الداخلية للجماعة مؤخراً وانطلاق حملة تصفيات طرفها الأول القيادات المنتمية الى محتفظة صعدة يدعمهم في ذلك ويوفر المشرف الإيراني "حسن ايرلو" والطرف الأخر قيادات كانت من ضمن الصف الأول ولها فضل كبير في التنظير والتنظيم للفكر السلالي المقيت إلا أنها لا تنمي لمحافظة صعدة ولا ترتبط بقرابة بأسرة كبير الجماعة الحالي "عبدالملك الحوثي" .

ذكر قائمة التصفيات التي مارستها الجماعة السلالية بحق مناصريها وحلفائها وجزء من قياداتها المخلصة ليس هو محور الحديث ، فقد أصبحت الأخبار عنه تتكرر كل يوم وتضيف ضحايا جدد الى هذه القائمة ، لكن الأهم في الأمر أن هذه الممارسات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لا مستقبل لأحد يقف في صف الجماعة الحوثية السلالية ، وأن كل الجهود والتضحيات التي قدمها كل المتزلفين السابقين والحاليين ذهبت وتذهب إدراج الرياح ، ولن تغفر لهم أمام فكر سلالي يقرر في أي لحظة التخلص منهم رغبة في تمكين اسرة "عبدالملك" لا سواها .

كل ما تفعله الجماعة بحق مناصريها وأفرادها قبل مخالفيها يضع كل الذين أهدروا أوقاتهم وأموالهم وجهودها في خدمتها يضعهم في موقع المستهدفين ، والقائمة طويلة ومتجددة وسيصل الدور اليهم ، ومن الحكمة اليوم فهم الدرس والتخلص من أي ارتباط بهذه الجماعة قبل أن يتحولوا الى ضحايا كسابقيهم ، والمثل اليمني يقول : "اذا حلقوا لجارك بلّ راسك" ، ومن حسن التدبير تدارك الأمر قبل أن يصل الدور وتطير الرؤوس في سبيل تثبيت حكم وسيطرة اسرة "عبدالملك" ومن خلفه الإيراني "حسن ايرلو" ويصبح هؤلاء الخدم المخلصون ارقاماً في قائمة الضحايا .

كنّا أكدنا ولا نزال نؤكد أن الحوثية ليس مشروعاً سياسياً ، إنما جماعة سلالية مرتبطة بأوهام واحداث مرت عليها قرون عديدة ، وعلى الجميع بمن فيهم الذين انخدعوا بشعاراتها البراقة وساندوها بشكلٍ أو بأخر أن يتكاتفوا لإيقاف هذه الجماعة عند حدها ، والقضاء على انقلابه الأسود ، واستعادة الجمهورية التي توفر العدالة والمساواة دون اعتبار مناطقي أو سلالي أو جهوي .