الوطن مقابل الدجاج

فتحي بن لزرق
الخميس ، ٠١ ابريل ٢٠٢١ الساعة ٠١:٥١ صباحاً
مشاركة

توطئة: اعطني دجاجة أبيعك وطنا.. منذ أيام وعشرات الناس الذين التقيهم يسألونني ما الذي سيقوله الوزير احمد الميسري في حديثه مساء الأربعاء على قناة الجزيرة .. غادر الميسري السلطة قبل اشهر من اليوم لكنه لم يغادر قلوب الملايين من اليمنيين الذين احبوه، الناس الذين شاركهم كل مشاعر الغبن التي يعيشها اليمن منذ 6 سنوات مضت. يسأل الناس عن موعد حديث رجل غادر السلطة لكن حضوره لم يغادر الناس ولن يغادرهم ولن يغادروه حتى تعود اليمن الى وضعها الصحيح. مابين طريقين اثنين اختار "الميسري" ان يختار طريق اليمن التي ترفض الخضوع لأحد، الوطن الذي يجب ان ينفض غبار الوصاية والاحتلال ، الوطن الذي لن يكون الاشريكا وندا . في لقاء أخير جمعني به قبل اشهر من اليوم قال لي :" كنت استطيع ان أكون مرتزقا مثلهم ولكن نفسي تأبى الارتهان. ولو انه قبل بذلك لكان لايزال في "عدن " اليوم تحيط به المعسكرات ، المعسكرات التي لاتعرف لها وجهة ولا انتماء ، المعسكرات التي يغطي صدور جنودها اعلاما وصورا لمن يمنحهم فتات الأرز والدجاج ولا شيء غير ذلك. وطن مقابل "دجاجة" عنوان ارتهان لم يحدث في أي مكان ولن يحدث. هل جربت ان تبيع وطنك مقابل دجاجة ..! حتى راتبك الذين كان يصرف لك أيام الميسري غاب وارتحل. ومنذ اشهر غابت الدجاج والرواتب وتبخرت الوعود في معركة اسقاط الميسري..! ذات يوم قالها "الميسري" :" اما ان نكون أحرارا اما الا نكون .. هذا المساء سيتابع كل اليمنيون هذا الرجل ، المرتزقة أيضا سيتابعون هذا اللقاء من فنادقهم وفيللهم الفارهة سيتحسسون جباهم بحثا عن قطرة خجل واحدة لكنهم لن يجدوا . سيدركون ما معنى ان تكون حرا عزيزا شجاعا. غادر الميسري السلطة لكنه لايزال صاحب الحضور الأكبر من شرق اليمن الى غربها ومن شمالها الى جنوبها. علم الناس مامعنى ان تكون حرا . الدرس الكبير الذي منتهاه :" هذه البلاد ليست مشاعا ولا للبيع وهذا الوطن على امتداده لن يمكنكم المرتزقة منه بشيء. الدرس الذي علمه اليمنيون للجميع :" ليس لدينا مانبيعه ، الدرس الذي يوشك على الخلاص . أحب اليمنيون "الميسري" ليس ذاته ولكن لشجاعته ودفاعه عن هذه البلاد ولذلك سيٌحب اليمنيون كل حر وكل شجاع كان داخل السلطة ام خارجها.. وستنتصر اليمن على من عاداها ولن يبيع المرتزقة غير متاعهم .. ولن يبيع اليمنيون الاحرار ذرة رمل واحدة من بلادهم.. جفت الأقلام ورفعت الصحف.. فتحي بن لزرق 31 مارس 2021