قبل أيام رحل عنا الأستاذ الدكتور عبده عثمان أستاذ الأثار بجامعة صنعاء. وهو من علماء اليمن الكبار الذين عملوا على دراسة آثار السبئيين، وتاريخ اليمن القديم.
كان اسم عبده عثمان ضمن الأسماء التي اقترحت للعمل على ترشيح مأرب لتكون ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ولكن حرصاً عليه من أذية الحوثيين لم نضمه للفريق، كون سكنه في صنعاء.
واليوم يرحل العلامة الكبير الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله أستاذ الأثار والنقوش اليمنية القديمة بقسم الأثار جامعة صنعاء.
الدكتور يوسف عاد مؤخراً إلى صنعاء بعد أن بدأ الحوثيون محاولات للاستيلاء على بيته، ما اضطره - وهو في ظروف مرضية - للعودة إلى البلاد.
واليوم ترك علم اليمن الكبير يوسف محمد عبدالله البيت وترك صنعاء واليمن، بعد أن بدا واضحاً أن عصابة الكهنوت تسعى للتخلص من دراسات الآثار اليمنية وأقسامها المختلفة، تمهيداً لتجهيل اليمنيين بتاريخهم، وحتى يقول الكهنة إن تاريخنا بدأ فقط حين جاء يحيى بن الحسين إلى البلاد في القرن الثالث الهجري.
كيف لهذا الشعب أن يتحمل رحيل ذاكرتين وطنيتين في ظرف أيام، وفي وقت تتعرض هويتنا الوطنية لتجريف طائفي ومناطقي رهيب؟!
رحم الله الأستاذين الكبيرين، وخالص العزاء لأسرتيهما وطلبتهما وللوسط الأكاديمي واليمن المكلوم بالحرب ورحيل الكبار...