يجري اليوم الإعداد لإسقاط مأرب من خلال إلهاء الجيش الوطني والمقاومة بمفاوضات في الأردن بين الشرعية ومليشيا الحوثي ، وترتيبات أخرى في الرياض لنزع صلاحيات الرئيس ونائبه تحت لافتة إصلاح الشرعية ، ومن منا لا يعلم مراوغة مليشيا الحوثي وتسويفها في كل الاتفاقات التي أبرمتها برعاية الأمم المتحدة ، سواء اتفاق السلم والشراكة ، أو اتفاق جنيف والكويت وسلطنة عمان والسويد والأردن وغيرها من الاتفاقات التي كانت توافق عليها حينما كانت تريد التخفف من هزائمها ثم تنقضها بمجرد ما تعيد ترتيب صفوفها.
يجب أن يدرك الجميع بأن مليشيا الحوثي الإرهابية تأخذ ولا تعطي وتعد ولا تفي بوعودها ، لذلك ، يجب على الجيش الوطني والمقاومة في مأرب ألا يسترخون وألا يبتلعون الطعم إلى آخره ، وعلى جميع القوى السياسية أن تتدارك آثار الخديعة باستعادة روح المصالحة ، فما يجري في مأرب من تنافس بين قوى تدعمها الإمارات وقوى تعاديها الإمارات ، سيكون مقدمة لإسقاط مأرب.
فالحوثي بعد أن هُزم على أسوار مأرب لجأ إلى لعبة التفاوض ليلتقط أنفاسه ولكي يقوم بترتيب وضعه من جديد ، لهذا يجب على الجيش الوطني والمقاومة أن يدركوا أنهم أمام خديعة جديدة تستدرجهم إلى فخ الاسترخاء والاعتقاد بأن الحوثي قد صرف النظر عن مأرب ، احذروا العدو مرة والصديق ألف مرة.
هناك من يهيء للحوثي دخول مأرب عن طريق تشتيت الأنظار إلى مفاوضات الأردن ، وترتيبات الرياض لإعادة هيكلة الشرعية ، والقوى السياسية للأسف تجاري الوضع من منطلق الوعود بحصولها على مواقع متقدمة في حالة تم إخراج الرئيس ونائبه من المشهد السياسي ، لكن هذه القوى نتيجة لبؤسها وعدم ارتباطها بالشرعية الدستورية تتعرض لخديعة كبرى ستسقطها وتسقط الشرعية الدستورية المتبقية لليمنيين بعد كل هذا الخراب والدمار .
حوار القوى السياسية حول نزع صلاحيات الرئيس ونائبه، يفضح الانهيار البطيئ للشرعية الدستورية ، والمفترض أن تقترح هذه القوى عقد مؤتمر دولي مصغر للإشراف على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 , ودعم المرجعيات الثلاث التي تكفل لليمنيين حلا عادلا يؤسس لسلام عادل ودائم ، ويمنح اليمنيين الحق في اختيار حكامهم .
ما يجري اليوم من مشاورات في الرياض أو خارجها ، يمنح المقاولين داخل الشرعية نفوذا في الصراع ويحدد قائمة الأعداء داخل الشرعية. بعيدا عن الحوثي ويجعل الشرعية تحت التنفس الاصطناعي ، كل هذا يحتم على الجيش الوطني والمقاومة في مأرب أن يبقوا الأصابع على الزناد وألا تتسمر عيونهم عند ما يجري من مفاوضات ، خاصة وأنهم قد جربوا المفاوضات مع الحوثيين مرة ومرتين ومائة وفشلت فشلا ذريعا .