مشاورات الرياض.. الإجماع الذي حير الأعداء

عبدالله اسماعيل
الاثنين ، ١١ ابريل ٢٠٢٢ الساعة ٠٢:٢٧ مساءً
مشاركة

لدى البعض ملاحظاته على طريقة الوصول إلى تفاهمات تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، وهي وان كانت ملاحظات في اغلبها تخالف الواقع، وتنطلق من رؤية بعيدة لظروف المشاورات وتدخلات اللحظات الاخيرة، والبعض الاخر لإشاعات لا تبرأ منها مطابخ الحوثي وقواه الناعمة، الا ان هناك إجماعا على أهميتها.

تلك الأهمية فرضتها رغبة الناس في فعالية أكبر لمؤسسات الشرعية، وانفتاحها على المكونات، وضرورات التئام الصف المناوئ للحوثي، وواجب استكمال معركة استعادة الدولة.

إذن الجميع مع التغيير، ومع تحريك الركود، وللجميع تخوفاته المشروعة نتيجة لتجاربه السابقة، وهو ما سينعكس في قسوة واضحة في النقد، وتشكيكا مستمرا في التصريحات، وهو ما لا يجب أن يقابله سخط رسمي، او امتعاض على مستوى المجلس.

إلى وقت قريب شكلت الخلافات البينية حاجزا صعب التجاوز، وكان مجرد لقاء بين الفرقاء ضرباً من التمني، واليوم ينكسر الجليد كليا، ويصبح لصورة ألف معنى، وللقاء فعل السحر في قلوب اليمنيين، تتفتح أمامهم دروب ٱمل، وفرص تغيير لصالح قضيتهم.

لن نبيع الوهم لشعبنا، لكن مسؤوليتنا تملي علينا أن ننقل ما شاهدناه، وأن نستقرئ من خلال مشاركتنا رغبات التحول، وهو ما لمسناه من الجميع بلا استثناء.

ونحن نستمع إلى كلمة اللواء عيدروس الزبيدي والدكتور عبدالله العليمي وقبلهما الرئيس رشاد العليمي، شهدنا خطابا مسؤولا، وفهما عميقا لمتطلبات اللحظة، وإدراكا لمعركة اليمنيين ضد عدو تاريخي ذي امتداد تاريخي، وهي بالمناسبة عبارة للواء الزبيدي.

كل ذلك لا يعني بحال، أن نكتفي بالكلمات واللقاءات والصور، أو نقنع بالنوايا والخطابات، بل سنراقب جميعا أداء المجلس، وسنحمل أعضاءه مسؤولية تحقيق أهدافه، فلم يعد أمام اليمنيين رفاهية الانتظار، أو القدرة على التسامح مع نخب خذلته، وكانت جميعها سببا في معاناته.

ولن يكتفي في حال تفويتهم لهذه الفرصة الأخيرة بالنقد والشك، بل سيتحد لإخراجهم جميعا من المشهد.