مرت أمامي أكثر من مرة مقولة لا أدري من صاحبها تقول : ( إنه من الظلم أن تبحث العائلة عن زوجة صالحة لولدها السيء ).. و قد كنت أرى صحتها ، لكن عندما فكرت فيها اليوم و راجعت حساباتي وجدت أنها غير سليمة كلياً ، و ليست قاعدةً للتعميم ، فلو سلمنا بها و زوجنا السيء بالسيئة فماذا ستكون النتيجة ؟!.. سنجد حينها السوء يؤسس عائلة و يتناسل ..
و من يعرف ماذا تفعل الزوجة و كيف تغير حياة الرجل ، يقدر أهمية البحث عن زوجة صالحة لابنه أو لنفسه ، إن الزوجة هي حياة الحياة ، الاستقرار ، النصف الآخر منا ، ومن اختار لولده زوجة صالحة فقد خطى الخطوة الأهم لتغييره جذرياً ، فالزوجة بيدها أن تجعل بيتها جنة ، و ابناءها نماذج مثالية يشار إليهم بالبنان ، و بيدها جعله جحيماً لا يطاق ، و عندما أقول الزوجة فأنا أعي ما أقول ، فهي ملاك البيت ، حارس الطمأنينة فيه ، مهندس المشاعر بداخله ، و ربان دفة الحياة خلاله..
سمى الله الزوجة سكن ، لأنها السكن و الأنس الذي نهرب إليه لنرتاح من كل مشاكل الدنيا التي تثقل كواهلنا ، نجد عندها السحر الحلال ، بطيب الفعال ، و أفضل الأقوال ، التي تغير أحوالنا من حال إلى حال ، فكم من زوجةٍ وجدت أشلاء شاب أو بعض رجل ، فمارست سحرها الأنثوي الخالد ، فلملمت شتاته ، و صنعت منه شخصاً آخر ممتلئاً رجولةً و حياة ..
و سيعتبر مغبوناً و مظلوماً من لم يجد الزوجة الصالحة ، فهي التي يجب أن نخوض حرباً لإستحقاقها إن لزم الأمر ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( فأظفر بذات الدين ..)
