الحوثيون اعتقلوا قبل قليل الأستاذ خالد الرويشان من منزله في صنعاء. انتهاك صارخ وأخرق يؤكد المؤكد وهو أن هذه الجماعة لن تقبل أي رأي أو موقف مخالف لرأيها وموقفها، مهما كان هذا الرأي حصيفاً وصادقاً وسديداً. لم يفاجئني الحوثيون صراحةً، ولا أعتقد بأنهم فاجأوكم، باعتقالهم وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان الذي يعبر عن آرائه ومواقفه بكل وضوح وكل شجاعة من داخل صنعاء، والذي لم يحِدْ يوما عن موقفه الثابت والراسخ من الجمهورية بقدر ثبات ورسوخ موقفه الرافض للإمامة والعنصرية والكهنوت. فهؤلاء هم الحوثيون، أصحاب أسوأ سجل في انتهاك حرية التعبير والصحافة وحقوق الإنسان، بالإضافة إلى أن الهدف هذه المرة هو خالد الرويشان. واعتقال الرويشان يأتي بعد حملات تحريض وتشويه معلنة ومتواصلة لشخصه ومواقفه طيلة السنوات الماضية. قد يظن الحوثيون أنهم، بإعتقال مخالفيهم في الرأي والموقف وإطلاق العنان لأجهزتهم الإجرامية في انتهاك حقوق الناس وحرياتهم، سيكممون أفواه اليمنيين. لكنّ الدليل الذي بين أيديهم الآن، الدليل الحي الذي توجهوا الى بيته مثل كل زوار الفجر القتلة واعتقلوه من بيته قبل قليل بدون مسوغ وخارج إطار القانون، سيثبت لهم العكس: لا يمكنكم تكميم أفواه اليمنيين مهما بلغت قوتكم ومهما بلغ ضعف اليمنيين أمامكم، هذا على الأرجح ما سيخرجون به من إعتقال الرويشان. تضامننا الكامل مع الأستاذ القدير خالد الرويشان ومع كل المختطفين والمعتقلين الأبرياء في سجون هذه الجماعة الإجرامية، ولا نامت أعين السجانين واللصوص والقتلة!