لست منجماً ولا ضارباً للرمل ولا من قراء الفنجان او الكف ولست ايضاً ممن تفكيرهم يعتمد على نظرية المؤامرة ولكن توقعي للمشهد الذي حدث في محافظة شبوة والفوضى العارمة كان واضحا من خلال تصرفات قادة المحافظة ووزراء في السلطة سواء عن علم او دون علم وقد يكون لعدم توقع نتائج تلك التصرفات فوضع شبوة وتركيبته تختلف عن بقية المحافظات ويحتاج لمعاملة خاصة وبعناية واعداد خطط مدروسة مسبقة لازالة الحواجز التي كونتها الصراعات السابقة وقبل جمع المتصارعين فقد بداءت بتنبية ابناء المحافظة وقادتها وعقلائها منه في وقت مبكر من خلال مقالات اكتبها عبر صحيفة عدن الغد ابتداء من مقال ( ميناء بالحاف وحكمة بلقيس) وماتلاها من مقالات كتبتها حول شبوة.
لا اخفي انني من خلال اهمال السلطة لأمن المواطن وايضا للثارات القبلية وعدم اتخاذ اجراء قانوني ضدها ومتابعة الجناة ولا اقصد بهذا مداهمة منازل القبائل ولكن عبر عمليات وطرق امنية فقد توقعت ان يصل الاقتتال داخل المعسكر الواحد وان تم التصالح بين القوات المتصارعة كما ان صراع القوات قد ينتج عنها صراعات قبلية ولكن للاسف السلطات المحلية ووزراء السلطة لم يتوقعون ذلك واعتبرو ان الثارات القبلية لا تعنيهم وهي اكثر ما يهدد عروشهم في المحافظة خصوصا وان جنودها من ابناء قبائلها وقراها.
كما انني اتوقع بان السلطة العليا للدولة ستعتقد بان استبدال القوات المكونة من ابناء المحافظة بقوات من خارجها هو الحل وهذا ماسيثير حفيظة ابناء محافظة شبوة وسيبني احقاد وصراع وتمرد وفوضى اكبر قد تشمل بقية المحافظات لان التفكير القبلي والمناطقي لن يزول الا بالتدريج وعلى فترات طويلة واسس مرضية لذلك يجب اعداد خطة التوفيق بين القوات المتصارعة لتوحيد جهودهم ولخدمة المحافظة وانهاء الثارات القبلية في جميع انحاء المحافظة وتطبيق القانون وتفعيل مؤسسات الدولة ومحاسبة من يخالف النظام من العسكريين والمدنيين.
اتمنى من الله ان يغفر للقتلى ويتغمدهم برحمته والشفاء العاجل للجرحى والهداية لمن تسبب بوقوع هذه الاحداث المؤلمة والتي توقعتها ومازلت اتوقع ان محافظة شبوة تسير الى ماهو اشد سوء مما هي عليه اليوم ان لم يتحلون ابنائها بالوعي وجعل القوة العسكرية وقادتها محيدين عن الصراع السياسي حتى لاتخسر شبوة ابنائها ولا يخسر ابنائها شبوة.