توحي لي الصحراء دائما بفرصة وحياة جديدة؛ هذا الامتداد النقي تختفي في طياته كنوز الأرض من خيرات لم يصل إليها فكر الإنسان بعد!
من الذي غرس في أذهاننا أن الصحراء تناقض الحياة؟!
وأنها نهايات الاخضرار والمسافات التي لا تنكمش بين العاشقين..
كيف تشربت عقولنا ظماءها وعواصفها الساخنة فلم تسمع قلوبنا عن شغف انتظار رمالها لسواعدنا القوية..
هذه النظرة المجافية التي تكونت عن الصحراء وحياة البادية هي أكبر مغالطة تاريخية في حقنا جميعا.
من هذه البيداء نبت العرب كأشجار الصبار قوة وشراسة ضد ضراوة الحياة بأكملها.
أتذكر في رواية مدن الملح كم جذبني سحر البدايات بغض النظر عن كل شيء أصبحت مدن الملح ذلك الخيال المتوقع.
ومأرب هي البدايات الجديدة منذ الأزل؛ لم يجرف جذورها سيل العرم بعيدا وإن امتدت أغصان سبأ إلى أقطار الأرض؛ نبتت سبأ من جديد وستنبت رغم أنف طوفان الجراد المتربص بها..
مأرب عاصمة سبأ أتت قبل التاريخ وستبقى حتى يقبض الله الأرض..
ما يحدث هناك ليس مصادفة أبدا.. إنه تخطيط القدر لقيامة كبرى لليمن.. كل اليمن هناك في مأرب..كلها.. تحمل الحلم على أكتافها لتعود الحضارة والمجد..
هل أنا واهمة هل هو خيال كاتبة أم أحلام مواطنة يمنية مشردة تتمنى الاستقرار .
هل مأرب هي الأمل؟! مأرب المدينة المتسارعة تحيطها قاذفات الصواريخ والرصاص.
هي مدينة عسكرية الكل يقاتل فيها حتى أطفالها ونسائها؛ أشجارها ورمالها.
لكنها تعيش بكامل روحها حلم الغد.. ربما ينبت الخمط والشوك في جنة سبأ لكن مأرب مرة أخرى تدخل تاريخ المدن الخالدة تبني حضارة جديدة بعراقة الحضارة الأولى.
ما أعظم أن تكون في وطنك! مرت أيامي كالحلم أصافح الوجوه المألوفة وأتنفس الهواء الأحب..
أن تكون في أرض بلدك وليس في الشتات يعني أن تملك حق الحلم أن تفعل شيء حولك. حق الحلم يكفينا أحيانا نحن أبناء البسطاء..