أصبح الحصول على لقمة العيش في ظل سيطرة مليشيات الحوثي الانقلابية، مهمة شاقة، زادها من صعوبة تعدي تلك المليشيات على لقمة الصغار وانتزاعها من افواههم بقوة.
وفي أحدث انتهاكات العصابة الانقلابية، اعتدى افرادها على اصحاب البسطات الصغيرة بالضرب والملاحقة وتم فرض مبلغ خمسون الف ريال على كل عربية وبسطة بيع، ومن هذه الاسواق سوق " الزمر الشعبي في منطقة شعوب، والذي بدى في الأيام الماضية شبه خالي من الباعة والمواطنين.
اعتداء ونهب
يقول حسن النبهاني - صاحب بسطة اكسسوارات " لـ" الصحوة نت" إن هذه الإجراءات التعسفية التي اتخذتها جماعة الحوثي ضد البساطين والفراشين من الباعة المتجولين تأتي لإجبارهم على دفع مبالغ طائلة تحت قوة السلاح وهذه المبالغ قد حددت بخمسين الف ريال كل ثلاثة اشهر وهو مبلغ- كما يقول حسن – يعادل نصف قيمة بضاعته بأكملها، بالإضافة إلى رسوم نظافة يدفعونها بشكل منتظم لمالكي الأسواق والجهات المختصة في المديرية التي يبيعون في نطاقها.
إنفراج سياسي في إتفاق الرياض بين الحكومه الشرعيه والانتقالي
ما حقيقه سحب القوات السعودية جميع معداتها العسكريه من مأرب ؟؟
بعد هذا التدخل الطارئ ..قريباً سيكون سعر الصرف 500 ريال مقابل الدولار
ويضيف النبهاني: " ما الذي نكسبه في اليوم الواحد وما الذي نعود به الى بيوتنا لكي يطلبوا منا خمسين الف مرة واحدة ونحن مجرد بياعين اكسسوارات رخيصة لا يتعدى مدخولنا اليومي ثلاثة الاف ريال ؟ ما الذي تريده منا هذه الميليشيات بالضبط؟ هل تريد أن تستمر في مضايقتنا وتطفيشنا لنضطر بعدها لترك طلب البحث عن الرزق والذهاب للقتال بصفوفهم في الجبهات؟".
قبل أشهر نفذت ميليشيا الحوثي حملة على أصحاب البسطات في السوق ذاتها، ، وفرضت حينها غرامات مالية على كل مالك بسطة وصلت إلى 10 آلاف ريال، وهو مبلغ وصفه النبهاني بالكبير بالنسبة لبائع بسطة رأس ماله متواضع جداً ,والبعض منهم أجبرتهم فقط الظروف على العمل في البسطات.
رزق صاحب بسطة اعتدت عليه الميليشيات بالضرب يقول بحرقه شديده" انا خريج جامعة صنعاء كلية الإعلام وعندما لم احصل على فرصة عمل عملت في بسطة ملابس لكي اصرف على زوجتي واولادي ومع هذا لم اسلم من البطش والتنكيل والأذى، قبل الاسبوع الماضي اخذت الميليشيات الكثير من بضاعتي واعتدى علي ثلاثة منهم بالضرب بالأيدي والعصي وكأنني مجرم فار من وجه العدالة، على كل حال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله فهو الوحيد المنصف والمنتقم لي ولكل مظلوم من بطش وجبروت وقهر هذه الميليشيات الكهنوتية ".
كسر رجل
" صدام" بائع الأحزمة الجلدية للرجال المتجول، حيث لم يسلم من غرامة الخمسين الف ريال رغم ان بضاعته لا تتجاوز قيمتها العشرة الاف ريال.
يقول صدام :" معي هذه الأحزمة ابيعها وانا اتجول فلا مكان لي اجلس عليه ولا بسطة يتحجج بها الحوثيون ومع ذلك امسك بي شخص يرتدي بدلة ضابط شرطة واخبرني ان علي ان ادفع ايجار الثلاثة اشهر مالم فسوف "يكسر رجلي" اذا وجدني في السوق وحدد لي مهلة يومين ثم صعد على الطقم، لكني هربت وصرت ابيع بعد الظهر عندما يكون هؤلاء اللصوص " مخزنين" وذلك سبب انخفاض معدل البيع الى خمسين في المائة ".
بدوره ، يقول "عبدالسلام" صاحب بسطة العاب : " بصراحة اصبح الوضع لا يحتمل والموت لم يعد خيارا سيئا بالنسبة لنا مادام هؤلاء الوحوش موجودين في الدنيا، لذلك اما نحن كشعب يمني او هم، فاليمن لا تتسع لنا جميعا".
مضيفاً : " وجدت نفسي الاسبوع الماضي وجها لوجه امام اشخاص لم اشاهد صورهم من قبل يرتدون ملابس عسكرية وليسوا عسكريين، اخبرني كبيرهم ان علي دفع مبلغ خمسين الف ريال خلال يومين او الرحيل من هنا فاخترت الرحيل على ان ادفع ريالا واحدا لأولئك القتلة السفاحين".
ويتساءل عبدالسلام: " لماذا علينا ان ندفع لهم من قوت اطفالنا؟ ولماذا خمسين الف بالتحديد على الصغير والكبير؟ لو كان معي خمسين الف ما جئت الى هنا ابحث عن المئة الريال او المئتين الربح بشق الانفس ولو كنا رجال ما تركناهم حتى وصلت بهم الوقاحة الى هذا المستوى".