لم تنج رياضة عبر العالم من تداعيات الانتشار السريع لوباء كورونا. فعاليات وبطولات كثيرة علقت لآجال غير معلومة ولاعبون أصيبوا بالفيروس، وأوصى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بتأجيل المباريات الدولية المقررة في مارس (آذار)، وأبريل (نيسان) بسبب مخاوف انتشار كورونا، كما قرر أيضاً تأجيل التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكل من مونديال 2022، وكأس آسيا في العام التالي، بينما أجل اتحاد أميركا الجنوبية تصفياته أيضاً، وسار الاتحاد الأفريقي على منواله، وفي القارة الأوروبية التي باتت وفقاً لمنظمة الصحة العالمية مركزاً للوباء يتجه الاتحاد الأوربي لكرة القدم لتأجيل بطولة يورو 2020.
مع اتساع دائرة انتشار كورونا لم يعد للصالات والأندية الرياضية العالمية والقارية والمحلية خيارٌ سوى تعليق أنشطتها الرياضية لآجال محددة قابلة للتمديد أو حتى إشعار آخر،
ومع قرارات متتالية بوقف النشاط الرياضي بدأ الجدل بين المتدربات حول مصير حصص التدريبات بين من تفضل التوقف التام عن متابعة التدريبات، وأخرى تقول باستمرارها عن بُعد، بشكل منتظم من حيث توقفت.
لكن مدربات الرياضة في الأوساط الرياضية السعودية رفعن شعارات تتحدث عن الحرص على سلامة جميع المتدربات، خاصة بعد اكتشاف إصابات في مدن سعودية عديدة، واتجهن إلى خيارات عديدة لمتابعة التدريبات مع صفوف المتدربات عبر تطبيقات رقمية أتاحتها المؤسسات الرياضية، التي لم تسلم من أذى فيروس فرض على العالم إعادة ترتيب يومياته، وباشرت التدريبات الافتراضية خلف أبواب النوادي والصالات المؤصدة.
غالية المدني، مدربة يوغا سعودية، أتاحت لمتدرباتها مشاركة حصص اليوغا بشكل يومي كل صباح ببث مباشر عبر تطبيق الإنستغرام، ووظفت التكنولوجيا في التآخي والتواصل المباشر مع متدرباتها، خلال أزمة كورونا والحجر الصحي، لما توفره من نشاطات واجتماعات عن بعد، وممارسة الرياضة عبر التطبيقات أو الأجهزة الموصولة ووسائل الترفيه بالبث التدفقي.
تقول غالية لـ"اندبندنت عربية"، "إن الرياضة بشكل عام مهمة للجسم فهي تحافظ على قوة العضلات والعظام، وتساعد في الحماية من زيادة الوزن وخلال فترة الحجر ربما يواجه البعض صعوبة في ممارستها بشكل فردي، لذلك اتجهت لتقديم حصص مباشرة في اليوغا يمكن للمتدربات ممارستها عن بعد، وهي تدريبات تعمل على تحفيز عملية الأيض، وتساعد في حرق السعرات الحرارية، وبهذه الطريقة يمكن لجميع المتدربات ممارستها في المنزل دون القلق بشأن الاضطرار للخروج من المنزل".
وترى مدربة اليوغا، التي تداوم على ممارسة اليوغا يومياً، أن ممارسة هذه الرياضة بشكل دائم يؤدي إلى إحساس الشخص بالسلام والسعادة، وأشارت إلى أنه رغم أهمية الحجر المنزلي في هذا الوقت للحد من انتشار الفيروس، فإنه توجد كمية هائلة من المحتوى في مواقع الإنترنت واليوتيوب والتطبيقات التي تقدم تمارين لليوغا والتنفس بطرق تناسب كافة المستويات والأعمار ويمكن للجميع الاستفادة منها وممارستها بشكل فردي بعيداً عن التجمعات للتمكن من الشعور بالهدوء والسكون الداخلي والحد من التوتر والكآبة.
تابعت، أن تطبيق "Down Dog "، يعد واحداً من التطبيقات الفعالة التي توفر مختلف أنواع اليوغا مجاناً حتى تاريخ 1 أبريل (نيسان) في ظل هذه الظروف الصعبة. وكذلك العديد من مدرسات ومدرسين اليوغا من كل أنحاء العالم ومنها السعودية، يوفرون تمارين يوغا وتنفس وتأمل مفيدة في حسابات التواصل الاجتماعي الخاص بهم كمبادرات فردية لدعم الرياضة، للحفاظ على النشاط والايجابية.
ولليوغا أنواع متعددة مثل الفينياسا يوغا، والين يوغا، وهاثا يوغا، وتانترا يوغا، واشتانجا يوغا، واينجار يوغا، وغيرها الكثير. وهناك أيضا يوغا مخصصة للأطفال تشتمل على وضعيات وتمارين تعمل على زيادة القوة والمرونة والتوافق، وتصمم التدريبات لتكون ممتعة حيث تتضمن ألعاباً تتناسب مع أعمار الصغار المشاركين.
وفي الوقت الذي تنشط فيه حصص الرياضة المباشرة من خلال الشاشة ترجح العديد من المتدربات بأنها قد تصبح شعبية، وقد تلجأ النوادي إلى بث حصصها بتوظيف التكنولوجيات التي تسمح بمواصلة الروابط الاجتماعية، إلا أن بعض المدربات ينظرن لها باعتبارها حلولاً مؤقته، لأن الإنسان بطبيعته كائناً اجتماعياً بامتياز، وغير مهيأ للعيش منقطع عن الآخرين.