يلخص عدد من الخبراء والمختصين أسباب تجاوز إيطاليا للصين في عدد الوفيات جراء فيروس «كورونا» (كوفيد 19) في عشرة أسباب: أولها أن إيطاليا ظلت في حالة إنكار لوجود المرض، ولم تتحرك بالسرعة الكافية للانخراط في تدابير الفصل الاجتماعي والحظر، وذكرت تقارير أن أجهزة المخابرات حذّرت السلطات من الوباء المحتمل، لكنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة، وثانيها تخلف الإيطاليين في إجراء فحص واختبار الفيروس على نطاق واسع، على الرغم من أنه أثبت فعاليته في مكافحة الانتشار.
وثالث الأسباب أن طفرة هائلة ومفاجئة من المرض هاجمت الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة في المستشفيات بالمنطقة الشمالية، والتي لم يكن يتوفر فيها عدد كاف من أسرّة وحدات العناية المركزة أو أجهزة التنفس الصناعي. ورابع الأسباب أن إيطاليا تعد واحدة من أعلى دول العالم في ارتفاع أعمار سكانها، إذ إن نحو 23.3% من مواطنيها فوق سن 65، وهو ما زاد من فرصة انتشار المرض بينهم، كما عزا تقرير نشرته شبكة «فوكس نيوز» انتشار المرض إلى الترابط العائلي والثقافة التي تحدد طريقة الحياة الإيطالية، وقال إن وجود أسر متعددة الأجيال لا تزال تعيش تحت سقف وتحيي المناسبات بشكل عائلي، قد يكون من الأسباب التي أدت إلى تفاقم تفشي الفيروس. وتذكر تقارير أن من المحتمل أن يكون الفيروس قد انتشر، من خلال أفراد شباب أصحاء لم تظهر عليهم أي أعراض أو ظهرت أعراض خفيفة جداً، ونقلوه لكبار السن. وجمع تقرير بمجلة «ديموغرافيك ساينس»، المعنية بدراسات السكان بين هاتين النقطتين.
وقال: إن مشكلة إيطاليا مزدوجة؛ فمن جهة تعدّ الدولة الثانية من حيث نسبة السكان الكبار في السن، ومن جهة أخرى فإن الشباب فيها يختلطون دوماً بأقاربهم الأكبر سناً، مثل أجدادهم. وذكر خبير صحي مع بداية انتشار المرض في إيطاليا، أن الخطأ الأول الذي اقترفته الحكومة الإيطالية كان أنها لم تمنع الرحلات المباشرة من الصين باتجاه إيطاليا، وهذا مكّن ذلك دخول العديد من المسافرين المصابين العائدين من الصين إليها أو المارين بها عن طريق رحلات «الترانزيت» ونشر العدوى، دون التمكن من مراقبتها أو تتبعها وحصرها. أما الخطأ الثاني القاتل حينها، فهو عدم وضع العائدين من الصين إلى إيطاليا في الحجر الاحترازي، كما فعلت دول مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة. ومن الأسباب أيضاً أن سياسيي الصف الأول في البلاد أظهروا جهلاً في التعامل مع خطورة الأمر، وظهرت بينهم مناكفات سياسية حول الإجراءات الواجب اتباعها في ظل هذه الظروف، وقد دعا بعضهم عبر شاشات التلفزيون الإيطاليين إلى ممارسة حياتهم بشكل اعتيادي، رغم بوادر تفشي المرض.