أفادت مصادر محلية، اليوم الأربعاء 17 فبراير/شباط 2021، بأن قوات الجيش الوطني تعرضت لطعنة غادرة وضربة قاصمة بعد انسحاب قائد عسكري رفيع المستوى من مدينة مأرب آخر معاقل الشرعية شمال اليمن.
وقالت المصادر أن رئيس هيئة الأركان العامة بالجيش الوطني، الموال للإمارات، الفريق الركن صغير بن عزيز، غادر اليوم الأربعاء مدينة مأرب، التي تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين مع مليشيات الحوثي.
وأضافت المصادر إن الفريق صغير بن عزيز، غادر مدينة مأرب باتجاه مدينة سيئون في حضرموت، ومنها إلى دولة عربية.
وأشارت المصادر إلى إن صغير عزيز غادر مدينة مأرب متجها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن افشل الجبهات وسعى لإحباطها.
ولفتت إلى أن الفريق صغير عزيز سبق وعمل ضد وزير الدفاع اليمنية بالتعاون مع الإمارات متسببا بانتكاسات عسكرية كبيرة في جبهة مأرب.
وكان الفريق صغير بن عزيز قد أعلن في تغريدة له على “تويتر” عن وفاة والده خلال الساعات الماضية، مستخدما ذلك تبرير لمغادرته.
وكثفت مليشيات الحوثي هجماتها العسكرية في مسعى لفرض حصار على مدينة مأرب، آخر معقل لقوات الحكومة الشرعية شمال اليمن، تمهيدا لاقتحامها.
وحققوا خلال الساعات الماضية تقدماً جديداً نحو المدينة الواقعة على بعد 120 كلم شرق صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، إثر معارك مع قوات الجيش الوطني.
وأفاد مسؤولان عسكريان على الأقل في قوات الجيش الوطني بأن الحوثيين دفعوا بـ”أعداد كبيرة” من المقاتلين، وشنوا هجمات من عدة جهات على مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط خلال الساعات الماضية.
وكشفت الحشود وسير المعارك أن الأوضاع هذه المرة تتجه للحسم لصالح أي من أطراف الصراع، حيث أن الحل السياسي ينتظر نتائج تلك المعركة.
وتقع محافظة مأرب الإستراتيجية والغنية بالنفط شرق العاصمة صنعاء، وتبعد عنها نحو 120 كيلومترا، وألقى احتدام القتال في مأرب في الأسبوعين الأخيرين الضوء على الأهمية الإستراتيجية لهذه المحافظة.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة الشرعية المعترف بها، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
وإذا ما سيطر الحوثيون على مأرب، سيصبح شمال اليمن بكامله تحت سيطرتهم، ما سيمثل ضربة موجعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ آذار/ مارس 2015، خاصة وأن المدينة كان ينظر إليها كـ “محمية سعودية” استثمرت فيها المملكة بشكل كبير في محاولة لجعلها نقطة الاستقطاب الوحيدة للأعمال في البلد الغارق في الحرب.
كما ستخسر الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً جزءا كبيراً من صورتها كنظير مساوٍ للحوثيين في محادثات السلام، وفق مراقبين.