أعلن مسؤولون محليون مقربون من جماعة الحوثي أمس الأربعاء مقتل 315 من مقاتلي الجماعة خلال المعارك الدائرة مع الجيش والقبائل في مأرب منذ اشتدادها مطلع الشهر الجاري .
ويحاول الحوثيون اقتحام مدينة مأرب حيث منابع النفط والغاز وآخر معاقل الحكومة الشرعية ، إلا أن هجومهم المستمر للأسبوع الثاني يلقي مقاومة شرسة من قبائل المحافظة المعروفة بجسارتها ودعم قوات الجيش وطيران التحالف العربي بقيادة السعودية .
وأشار المسؤولون إلى أن القتلى الذين أوردت وسائل إعلام حوثية أسماءهم في قوائم مطولة من محافظات صنعاء ، ذمار ، عمران ، إب ، ريمة ، البيضاء ، تعز ، حجة والحديدة .
وبثت قناة المسيرة في مواجز إخبارية يومي الثلاثاء والأربعاء مواكب تشییع عشرات القتلى من جنود وضباط وقادة عسكريين الألوية بالقوات التابعه للحوثيين.
وفي يناير قتل 250 مقاتلا حوثيا على الأقل في جبهات مأرب والحديدة . وأمس الأربعاء شهدت صنعاء تشییع عشرات الجثامين ، وقالت وكالة سبأ ( نسخة الحوثي ) إنه جرى تشييع العقيد طارق سنان علبان ، والعقيد بشير حسن المراني ، والعقيد محمد الصغير الرضي ، والمقدم قاسم صلاح السودي ، والمقدم يحيى صالح الخالدي ، والرائد محمد علي صوفان ، والرائد عبدالجليل الخطيب ، والنقيب زايد حمود الجرادي ، والملازم أول جلال عبده المؤيد ، والملازم أول علي عبدالله المرتضی ، والملازم ثاني عبدالرحمن الجوبي ، والمساعد عصام ناصر الحيفي ، والمساعد محمد علي الجمرة والمساعد نصیب عبدالله طاهر ، والمساعد محمود علي دوید .
وعلى الصعيد الميداني للمعارك في مأرب ذكرت مصادر محلية وسكان ل « الأيام » أن القوات الجنوبية التي قدمت من شقرة ( كتائب بألوية الحماية الرئاسية تمكنت أمس الأربعاء من قلب موازين المعركة ضد الحوثيين .
وأكدت المصادر إن معارك أمس الأربعاء تركزت في رغوان ووادي ذنة التي حاول الحوثيين التوغل فيها ، في الوقت الذي تقدمت قوات كتائب الحماية الرئاسية من تحقيق تقدم في محور منطقة الكسارة في جبل هيلان واستعادت العديد من المواقع التي فقدها قوات الجيش التابع للمنطقة الثالثة والسادسة .
وأكدت المصادر أن القوات الجنوبية أمنت ايضا تلال الملبودة في صرواح ، بعد هجمات مكثفة وكمائن أسفرت عن مقتل أكثر من 20 حوثيا على الأقل ، وأسر 15 اخرين .
أبو علي الحاكم يوبخ زعماء قبائل ويتهمهم بخداع اللجان الشعبية في مأرب وفي السياق نفسه فشلت جماعة الحوثي خلال اليومين الماضيين في حشد مزيد من المقاتلين القبليين لخوض القتال في مأرب حيث تتهاوی هجماتهم للأسبوع الثاني ، في حين دعت هيئة شؤون القبائل الموالية لهم زعماء قبائل في المحافظة المنتجة للنفط إلى التراجع وتحكيم العقل والعودة إلى صف الوطن .
وقالت مصادر وثيقة الصلة بالجماعة إن قيادات عسكرية وقبلية بارزة للحوثيين عقدوا اجتماعين أمس الأول الثلاثاء وأمس الأربعاء في صنعاء ، لبحث خطة عسكرية جديدة للحسم في جبهة مأرب تتركز على فتح قنوات تواصل سرية مع القوات المناوئة ، في إشارة إلى القبائل .
وذكر مصدر قبلي مقرب للحوثيين ل « الأيام » أن الاجتماعين ترأسهما نائب رئيس هيئة الأركان اللواء ركن علي الموشكي ، والقائد العسكري البارز أبو علي الحاكم ، وعدد من مشايخ ووجهاء قبائل طوق صنعاء وقبائل من مأرب .
وأوضح المصدر أن القائدين العسكريين للحوثيين خاطبا مشايخ القبائل بلغة عنصرية منها قولهما : « تحلوا بمسؤوليتكم الدينية والوطنية .. الأمر يستدعي منكم اختراق العدو .. تواصلوا مع المخدوعين للخروج من مأرب الإنقاذهم من الهلاك والعودة إلى أهاليهم » .
والمخدوعون هم قوات الشرعية التي تواجه الحوثيين وقبائل مأرب .وحسب المصدر ، حاول أبو علي الحاكم ، وهو رئيس الاستخبارات العسكرية ومكلف بقيادة الهجوم على مأرب ، توبیخ زعماء القبائل الحاضرين الاجتماع واتهمهم بالتواطؤ وخذلان من سماهم باللجان الشعبية .
وقال أبو علي الحاكم الذي وضعته واشنطن على قائمة عقوباتها في نص حديثه للاجتماع : « كل شیخ عليه التواصل مع المخدوعين من أصحابه الإنقاذهم من الهلاك ، فمرحلة التغرير تجاوزها شعبنا ، وتواصلكم مع المخدوعين اليوم من أبناء قبائلكم لإعادتهم إلى أهاليهم يدفع عنكم الملامة في المستقبل القريب » .
وأضاف « تأكیدنا على أهمية التواصل مع المخدوعين ليست من ضعف وإنما حرتنا على من خدعوا من القبائل » . .
وكشف مصدر الصحيفة أن ردود فعل وجهاء القبائل لم يكن مستحبا لأبو علي الحاكم ، مع ذلك شدد على أن يكون التواصل مع « المخدوعين » وفق تعبيره من قبائلهم وفق آلية منسقة بين هيئة قبائل اليمن والجوانب العسكرية والأمنية المختصة لتجنب العشوائية التي قد يستغلها العدو .طبقا للمصدر .
إلى ذلك اطلعت « الأيام » على بيان باسم الهيئة العامة لشؤون القبائل الموالية للحوثيين ، داعيا المشايخ والوجهاء في مأرب الذين يقفون في صف الحكومة الشرعية إلى تحكيم العقل والعودة إلى صف الوطن » .
وأعلن البيان منح الهيئة كل المقاتلين في مأرب الأمان وما يسمى ب « الوجيه » في العرف القبلي ، بتسهيل عودتهم إلى قراهم في المدن الشمالية وعدم التعرض لهم وبأن أنفسهم وأهلهم وأموالهم لها الأمان الكامل .
كما طالبت الهيئة رجال القبائل الذين يقاتلون خلف الجيش التابع للشرعية في مأرب با تغليب الحكمة والعقل والمصلحة العليا للوطن والترفع عن الصغائر ونسيان الأحقاد التي زرعها العدو بين أبناء القبائل » .