قال فريق من الباحثين في الجامعة الحرة في بروكسل (VUB) إنه وجد دليلا قاطعا على أن انقراض الديناصورات من على وجه الأرض قبل 66 مليون سنة كان بسبب نيزك.
وبحسب موقع صحيفة "بروكسل تايمز" فقد عثر الفريق على طبقة من غبار الكويكبات في قلب الحفر في فوهة الارتطام بالمكسيك، وهو نفس الغبار الذي تم ترسبه في صخور من نفس العمر في جميع أنحاء العالم.
وقال الباحث ستيفن غوديريس من الجامعة الحرة ببروكسل "إن من سمات غبار الكويكب وجود العنصر الكيميائي النادر إيريديوم، مضيفا: "إن إيريديوم لايوجد على الإطلاق في قشرة الأرض، وإنما في قلب كوكبنا، وفي حال وجدت هذا العنصر على السطح فتأكد أنه جاء من الفضاء الخارجي".
ويمكن اعتبار وجود طبقة سميكة من الغبار في فوهة تشيكسولوب بالمكسيك، وفقا للعلماء، دليلا قاطعا على العلاقة السببية بين الارتطام وموجة الانقراض.
وقال الباحث المشارك في الدراسة: "كان للنيزك الذي تحطم آنذاك حجم مماثل لمدينة بروكسل، ولقد نشأ عن الارتطام انتشار سحابة غبار هائلة جعلت الأرض تغط في الظلام لمدة عام على الأقل".
ووفقا للدراسة فقد كان للشتاء الطويل الذي آنذاك والذي حدث عقب الارتطام تأثير قاتل على الديناصورات ذات الدم البارد أدى إلى انقراضها مع مجموعة أخرى من الأحياء.
وكانت دراسة قد أجريت في العام 2010 بمشاركة علماء من اوروبا والولايات المتحدة والمكسيك وكندا واليابان ونشرت في دورية "ساينس" قد أكدت أن نيزكا عرضه 15 كيلومترا ارتطم بالارض في المكسيك (شيكسولوب).
وأوضحت وقتها الباحثة، جوانا مورجانن كلية "امبريال كوليج" أنن كويكبا كان السبب في الانقراض للكثير من الأنواع الحية الذي حدث في العصر الطباشيري. فقد ادى هذا الى اندلاع نيران على نطاق واسع ووقوع زلازل زادت شدتها على 10 درجات على مقياس ريختر وحدوث انهيارات أرضية قارية وأمواج مد بحري عاتية".
وقالت مورجان "المسمار الأخير في نعش الديناصورات قد جاء عندما اكتسى كوكب الارض بالظلام فإن ذلك تسبب في حدوث شتاء عالمي وقتل الكثير من الأنواع التي لم تستطع التكيف مع هذه البيئة الجهنمية".
والخامس عشر من فبراير الجاري، نشرت جامعة هارفارد الأميركية بيانا صحفية عن دراسة أجراها اثنان من الباحثيين الفلكيين في الجامعة أظهرت التحليلات فيها أن ما صدم الأرض كان قادما من "سحابة أوورت". فريق يضم اثنين من فلكيي جامعة هارفارد الأميركية من إثراء النقاش البحثي حول أصول المذنب الذي تسبب في إنهاء 3 أرباع أشكال الحياة على سطح الأرض قبل نحو 66 مليون سنة، واحتمالات قدوم ضربات شبيهة مستقبلا.
وسحابة أوورت هي الحدود الخارجية لمجموعة الشمشية، وتتخذ شكلا كرويا يغلف النظام الشمسي كاملا، وحدودها الداخلية تبدأ على مسافة 300 مليار كيلومتر من الشمس، وقد حصلت على اسمها من العالم الفلكي الألماني والذي كان أول من أكد وجودها في العام 1950.
وبحسب العلماء فإن هذه السحابة تحوي ما يقرب من تريليوني جرم بقطر أكبر من كيلومتر واحد، وتبلغ مداراتها حول الشمس ملايين السنين، وبالتالي يعتقد أن سبب تكون تلك المنطقة حالات الشد والدفع بين الكواكب في مراحل التكون الأولى للمجموعة الشمسية، مما دفع بعض الأجرام الصغيرة نسبيا للخارج.
ورفضت الدارسة الجديدة أن يكون كويكبا قد ضرب الأض قبل نحو 66 مليون سنة في منطقة شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، إذا أن المحاكاة التي قام بها الباحثان أثبت أنه كان مذنبا طويل المدة قادما من سحابة أوورت، ثم تلقى دفعة من جاذبية كوكب المشتري جعلته يمر من الشمس على مسافة قريبة، لتسببت قوة جاذبية الشمس في تفتيت بعض أجزائه والتي سقط بعضها على الأرض بمساحة تقدر بين 10 إلى 80 كليومترا.
ووفقا للباحثين، آفي لويب وسراج أمير، فإن المذنبات طويلة المدة تميل في 20 في المئة من الحالات لأن تقترب من الشمس وتتفتت جزئيا أو بالكامل، وهذا يرفع احتمالات إصابة الأرض 10 مرات، مما يجعل فرصة أن تصيب إحدى تلك القطع كوكب الأرض مرة كل ما بين 250 و370 ألف سنة.