منطقة نائية وسط المحيط الهادي توجد جزيرة مثلثة الشكل مرتفعة عن سطح البحر أكتشفها لأول مرة الأميرال الهولندي جيكوب روجيفين عام 1722.
وكان قد وصل اليها في يوم عيد الفصح لذلك سماها جزيرة الفصح وقد تسمى جزيرة القيامة نسبة للأسم نفسه أما الأهالي فإنهم يسمون الجزيرة بإسم رابا نووي (تلفظ رابا إنووي).
وهي اليوم تابعة الى تشيلي وتقع الى الشرق منها على مسافة 3600 كم، في وسط المحيط الهادي الى الجنوب منه تقريباً وبذلك تكون أبعد منطقة مأهولة بالسكان كما تشتهر الجزيرة الصغيرة هذه بخاصية أخرى فريدة هي وجود مئات التماثيل الصخرية كبير الحجم موزعة على أطراف الجزيرة (أقرأ عن تماثيل رابا نووي) ، وفي عام 1995 أعلنت منظمة اليونسكو جزيرة الفصح موقعاً اثرياً عالمياً.
تبلغ مساحة الجزيرة 163.6 كيلومتر مربع ولم يتجاوز عدد سكانها (وفق أحصاء تم في عام 2002) عن 3791 نسمة وهم من البولينيزيين ، ويعتقد بأنهم أستوطنوا الجزيرة في بداية الألفية الأولى حيث قدم إلى الجزيرة عدد من البحارة، وتتعدد الروايات حول أصلهم ، فهناك من يعتقد أنهم من البيرو في أمريكا الجنوبية، وهناك من يعتقد أنهم بحارة قدموا إلى جزيرة رابا نووي من بولينيسيا شرق أستراليا، بحسب موقع هستري، في عام 800 ميلادي، وعاشوا سعداء وفي رغدٍ من العيش قديماً، ويقدر أن تعدادهم كان قد وصل الى ما بين 10-15 الف نسمة.
وهناك من يقدر العدد بعشرين الفاً ، وكانت الجزيرة مغطاة بالغابات وتضم أعدادًا كبيرة من الطيور وحيوانات الصيد مما سهل عليهم الحياة، إلا ان كارثة ما قد حلت بالجزيرة والتاريخ المحتمل للكارثة هو في اعوام القرن الخامس عشر فسببت تناقص أعدادهم بشكل فجائي سبب الكارثة يقدر أن عدد سكان الجزيرة كان قد انخفض بسبب الكارثة المجهولة الى 2000 شخص فقط، وقد قام العديد من العلماء بوضع فرضيات حول سبب الكارثة التي حلت بالجزيرة، وهناك فئتان من العلماء الذين وضعوا فرضياتهم الفئة الأولى :
عللوا سبب ذلك تناقص أعداد النفوس بقيام الأهالي بالتمادي بقطع الاشجار وإزالة الغابات وبالتالي تناقصت الموارد الغذائية كثيراً وهو ما يعرف في علم البيئة بسعة الحمال البيئي مما سبب تحولهم الى أكلة اللحوم البشرية، هذا فضلاً عن قيام الاهالي بترك الزراعة وإنشغالهم بنحت التماثيل الصخرية الكثيرة وقضاء كل وقتهم في نقلها ولا يعلم سبب.
ولعهم في ذلك الفئة الثانية لم توافق الفئة الأولى فيما ذهبت اليه من أسباب فهم يرون بأن سعة الحمل البيئي لايمكن أن تخفض العدد بمثل تلك السرعة، وهذا التبرير ما هو الا توجيه الأنظار بعيداً عن الأسباب الحقيقية وهي أن الأوربيون بعد أن علموا بمكان الجزيرة وترددوا عليها بكثرة فقد نقلو اليها الأمراض المعدية كالجدري والتدرن الرئوي ومنها أمراضاً جنسية كالسفلس، فضلاً عن الجولات العديدة التي شنها تجار البشر وقاموا باستعباد أعداداً كبيرة منهم ونقلهم الى أوربا كعبيد الغريب أن لا أحد من العلماء الذين زاروا الجزيرة قابل الأهالي وسمع منهم قصص عن تراثهم وأساطيرهم ومعاناة أسلافهم مجتمع جزيرة رابا نووي وفي عام 1866 دخل الدين المسيحي الجزيرة واليوم يشكل الروم الكاثوليك نسبة 95% من سكان الجزيرة واليوم.
وغالبيتهم يقطنون في العاصمة هانغاروا وهي مدينة ذات طبيعة خلابة وتحتوي على ميناء ومطار ويعيش فيها نحو 87% من سكان الجزيرة ملابس سكان الجزيرة مصنوعة من القش، ولا تكاد تستر من الجسم غير بعض المناطق الحساسة فقط، لكن الكثير منهم بدأ يعيش الحياة المدنية ما عدا في الأحتفالات الوطنية إذ ما يزال الأهالي في الجزيرة يمارسون طقوسهم القديمة لاسيما الرقص