نشرت قناة «شوف» المغربية لقاء مع والد الطفل المغربي ريان الذي لقي حتفه عقب سقوطه في البئر بعدة أيام، إذ كشف عن آخر الكلمات التي كان يقولها طفله بعد سقوطه في البئر، وهي التصريحات التي نقلت قبل إخراج الطفل من البئر مساء أمس الأول وإعلان وفاته بشكل رسمي.
وعم الحزن الشارع المغربي والعربي وكل من تابع قصة سقوط الطفل ريان في البئر، إذ كان الجميع يترقبون بأمل خروجه على قيد الحياة.
«طلعوني .. طلعوني»
ونشرت القناة لقطات مصورة لشخص يقف عند فتحة البئر وينادي على الطفل ريان أكثر من مرة، ليظهر صوت خفيف للطفل وهو يبدأ البكاء ويقول لهم «طلعوني طلعوني».
وقال والد الطفل ريان إنه لم يعد ابنه فقط، وإنما أصبح ابن كل المغاربة الذين هموا وشعروا بالحزن عليه، لافتا إلى أنه لا يعرف كيف سقط ريان في البئر تحديدا، إذ أنه كان صرح من قبل بأنه ذهب للصلاة وعندما عاد لم يجده، فشك في البداية أنه تم خطفه، لكن تبين أنه سقط في البئر.
وأكد والد الطفل ريان أن إنقاذه كان يبدو صعبا، كونه قضى نحو 5 أيام داخل البئر، وكان والد ريان استعان بالسلطات المغربية، إذ حاولت فرق الدفاع المدني في البداية إنقاذه عبر إدخال شخص، لكن فشلت المحاولة نظرا لضيق البئر التي يبلغ عمقها 62 مترا بينما علق الطفل عند منتصف البئر تقريبا التي يمتلكها والده.
وأمام ذلك، لجأت السلطات المغربية إلى الحفر الأفقي بموازاة البئر، لإيجاد نفق يتم من خلاله الوصول إلى النقطة التي علق بها الطفل داخل البئر، وكانت كل المؤشرات والتصريحات تؤكد أنه لا يزال على قيد الحياة.
لكن جاء الإعلان الصادم من الديوان الملكي المغربي بوفاة الطفل رسميا، بعد دقائق معدودة من إخراجه من البئر ونقله بسيارة إسعاف إلى طائرة كانت تنتظره لنقله إلى إحدى المستشفيات.
وتداول نشطاء مقطع فيديو للأب خالد أورام، قال فيه: “فتحوا صفحات باسمي في فيسبوك ليأخذوا المال من الناس، استغلوني وأنا ابني تحت الأرض”، مضيفا: “لايمكن أن يكون للمحتال ضمير أبدا، والاحتيال عبر الإنترنت على وجه الخصوص يمثل عالم موحش”.
ونوه إلى أن الدعم والتضامن الكبير الذي تلقته عائلته من العالم العربي، مؤكدا على أنه أثلج قلبه وزوجته وسيمة، التي لم تذق النوم منذ سقوط نجلهما في البئر.
وشغلت عملية إنقاذ ريان، البالغ من العمر 5 سنوات، والعالق في منتصف بئر عمقها 60 مترا ولا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، بشمال المغرب، شغلت العالم أجمع.
وشهدت الواقعة تعاطفا كبيرا من جميع أنحاء العالم، حيث نشر مغردون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، صور الطفل وأرفقوها بتدوينات بلغات مختلفة، ودشنوا العديد من الهاشتاغات.
وقضى الطفل نحو 100 ساعة داخل حفرة ضيقة في البئر، عانى خلالها من نزيف في رأسه بسبب ارتطامه بالصخور أثناء سقوطه، كما أظهرت المعاينات الطبية التي أجراها الفريق الطبي الذي دخل إلى النفق لاستخراج الطفل ريان، أنه كان يعاني من كسور في الرقبة والعمود الفقري.
وترقب الملايين في المغرب والعالم العربي نهاية سعيدة لمحنة الطفل الذي جلبت قصته تعاطفا دوليا واسعا، لكن شاءت الأقدار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وحيدا قبل وقت قليل من وصول فرق الإنقاذ إليه.