رافق تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، مجموعة من "نظريات المؤامرة"، أبرزها أنه نتاج أعمال تمت في أحد المختبرات في الصين، وهو ادعاء دحضه العلماء.
ويقول موقع "ساينس لايف" العلمي، إن إحدى الخرافات هي أن فيروس كورونا المعروف أيضا كوفيد 19 تم صنعه على أيدي علماء في مدينة ووهان الصينية، مهد الفيروس، قبل أن يفلت الأمر من بين أيديهم.
ونسف تحليل أجري مؤخرا للفيروس نظرية الموامره هذه، إذ قارن باحثون بين جينات هذا الفيروس والفيروسات السبعة السابقة من أسرة كورونا التي أصابت البشر.
ومن بين هذه الفيروسات، "سارس" الذي انتشر بين عامي 2002 و2003، وأدى حينها إلى موت أكثر من 800 شخص حول العالم.
وكتب الباحثون في مجلة "نيتشر ميدسين" العلمية قبل أيام: "تحليلنا يظهر بوضوح أن الفيروس المستجد ليس نتيجة عمل مختبر أو فيروس جرى التلاعب به عمدا" من جانب البشر
وعمل أستاذ علم المناعة والأحياء الدقيقة، كريستيان أندرسن، وزملاؤه في معهد "سكريبس"، وهو منشأة أبحاث طبية أميركية غير ربحية في ولاية كاليفورنيا، على دراسة النموذج الجيني للبروتينات التاجية التي تبرز من سطح الفيروس.
ويستخدم الفيروس هذه الأدوات الموجودة على سطحه في الهجوم على الجدران الخارجية للخلايا المضيفة، في أجسام الكائنات الحية، ثم الولوج إلى داخلها.
وقال العلماء إن رأس الحربة (البروتينات التاجية) التي يستخدمها الفيروس في مهاجمة خلايا الكائنات الحية، تطورت نتيجة الانتقاء الطبيعي وليس نتيجة الهندسة الوراثية التي تصنع في المختبرات.
ومن الشائعات الكاذبة التي ظهرت في هذا السياق، أن الفيروس "اختُرع" في مختبر فرنسي قبل سنوات، وقد تناول فريق وكالة "فرانس برس" هذه الشائعة في تقرير.
ومنذ أسبوعين، ينتشر على نطاق واسع منشور يتحدث عن أن الفيروس "مصنّع في الولايات المتحدة، بهدف تدمير الصين وإيطاليا وإيران"قبل أن "ينقلب السحر على الساحر"، بحسب "فرانس برس".
ويظهر تضارب نظريات المؤامرة بشأن فيروس كورونا ضعفها في تفسير الواقع، فلا يمكن أن ينشأ الفيروس في الصين، ثم ينشأ بالطريقة ذاتها في دول أخرى.
وفي بيان نشر في التاسع عشر من فبراير الماضي في مجلة "ذا لانسيت" الطبية العريقة، حذر مجموعة من علماء الصحة العامة، من انتشار هذه المعلومات المغلوطة.
وجاء في البيان: "ندين بشدة نظريات المؤامرة التي تتحدث عن أن فيروس كورونا المستجد ليس طبيعي المنشأ"، وفق "فرانس برس".