المخلافي

تعرف على آخر منشور للأكاديمي المخلافي الذي نشرة قبل ساعتين من وفاته وتوفي في عزاء صديقه !

قبل 2 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

تتداول ناشطون آخر منشور للأكاديمي عبدالواسع المخلافي عضو هيئة التدريس وأستاذ التفسير بكلية الآداب بجامعة تعز الذي توفي أثناء ذهابه لعزاء صديقه نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلاب ا .

محمد فضل والذي توفي يوم أمس . و نشر الناشطون المنشور الذي نشره المخلافي قبيل وفاته بساعتين وفيه من الموعظة الدينية الكثير جاء فيه : صبر أهل الحق وصبر أهل الباطل،، قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " عمران : 200 " . وقال تعالى : ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا… " البقرة : 217 ' .

في الآيتين أمر الله للمؤمنين المجاهدين بأن يلتزموا خلق الصبر والمصابرة وهم يقاتلون أعداء الدين من الكافرين والبغاة الطغاة ، يصبرون حق الصبر حتى ينفذ صبر الأعداء المقاتلين في حين يكون المؤمن المجاهد لا يزال صابرا مصابرا مرابطا مقاتلا؛ وقد رسخ .

والمصابرة هي الصبر المركب أو الفاعل المضاعف ، وهو ما عبرنا به بالصبر الأوسع والأشمل والأثبت في شهاب القبس السابق، ذلك الصبر الغالب الذي يغلب صبر الذين لا يزالون يقاتلون المؤمنين ويستمرون على باطلهم المتعدي لإخراج أهل الحق من إيمانهم وحقّهم .

وقد رتب الله على هذه المصابرة النصر على الأعداء والفلاح والنجاح، والإمامة في الدين وإتمام كلمة الله الحسنى وجعلها العليا. قال تعالى : يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " عمران : 200 " ، وقال تعالى : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرن لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون السجدة : 24 " ، وقال تعالى : وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل لما صبروا ' … " .

قال ابن القيم سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : ( بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى : وجعلنا منهم أئمة يهدونا بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" السجدة : 24 " " مدارج السالكين " .

تدل الآيات على أن مجال صبر أهل الحق هو الأوسع والأعظم ، وعلى أن صبر أهل الباطل يظهر ويتقدم عند ضعف صبر أهل الإيمان، وأن رهان كل فريق على هزيمة الطرف الآخر بالصبر والمداومة والاستمرار على الصمود في وجه الآخر ؛ ولكن شتان بين صبر وصبر، بين صبر المؤمنين الأبدي المأجور من الله في الدنيا والآخرة ، وصبر الكافرين اللحظي المحبوط الخاسر خسران الشيطان الملعون المطرود من رحمة الله في الدنيا والآخرة .

يؤكد صاحب الظلال - رحمه الله - هذا المعنى أكثر ، إذ قال : ( مصابرة الأعداء الذين يحاولون جاهدين أن يفلِّوا من صبر المؤمنين .. فلا ينفذ صبر المؤمنين على طول المجاهدة . بل يظلون أصبر من أعدائهم وأقوى : أعدائهم من كوامن الصدور، وأعدائهم من شرار الناس سواء.

فكأنما هو رهان وسباق بينهم وبين أعدائهم، يدعون فيه إلى مقابلة الصبر بالصبر، والدافع بالدافع، والجهد بالجهد، والإصرار بالإصرار.. ثم تكون لهم عاقبة الشوط بأن يكونوا أثبت وأصبر من الأعداء. وإذا كان الباطل يصبر ويصبر ويمضي في الطريق، فما أجدر الحق أن يكون أشد إصرارا وأعظم صبرا على المضي في الطريق؟ ) " ج1، ص552" .

إن سنّة الله في المؤمن الصادق في حياته المادية والمعنوية الذي نذر نفسه في سبيل الله تعالى ونصرة دينه ووطنه والدفاع عن الحق والحقوق والشرع أن يتعرض للبذل المادي والمعنوي المضاعف، و للجهد والجهاد المضاعف الذي يحقق ذلك ، وللتضحية والمقاومة المضاعفة وهو يمضي في الطريق الحق بلا تراجع أو انسلاخ .

فهو بلا شك ولا ريب يحتاج إلى الإيمان القوي المضاعف الذي يصمد ، الإيمان العميق الذي يصنع العقيدة القوية ، العقيدة الصافية الثابتة التي تتحمل مضاعفة ما يُبذل المؤمن من جهد ويواجه من ابتلاءات ويقدم من أموال وأنفس في سبيل الله. الأمر الذي يتطلب من هذا المؤمن بلوغ غاية الصبر وهي المصابرة ، وهو الصبر المتفاعل المركب المضاعف .

إنها المصابرة التي تقوم بمهام الجانب المعنوي وترفده وتعينه، وإنها المرابطة التي تقوم بمهام الجانب المادي المحسوس في الواقع فتثبته وتنصره بإذن الله تعالى د. عبدالواسع هزبر المخلافي