مجلة علمية، عن الأمهات المصابات بفيروس "كورونا" المستجد، ومسألة بقاء أطفالهن حديثي الولادة بجوارهن، أو الفصل بينهم تجنبا للعدوى وانتشار الفيروس.
وقالت مجلة سينس العلمية في تقرير إن "هذا السؤال الصعب يواجهه عدد متزايد من العائلات والأطباء"، مؤكدة أن "البيانات القليلة المتاحة أدت إلى توصيات متناقضة". وأوضحت المجلة أن "الصين والولايات المتحدة توصيان بعزل الأطفال حديثي الولادة عن أمهاتهم المصابات، في حين توصي منظمة الصحة العالمية ببقاء الأمهات والأطفال معا، بسبب الرضاعة الطبيعية، مع اتخاذ الاحتياطات مثل ارتداء الأم لقناع". وأشارت المجلة إلى أنه من المحتمل أن تتعرض أكثر من 200 مليون امرأة حامل حول العالم، لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد، منوهة إلى أن الباحثين في جميع أنحاء العالم، يتسابقون لجمع البيانات التي يجب أن تقدم إجابات أكثر دقة لمسألة بقاء المواليد بجوار أمهاتهم. ونقلت المجلة عن خبير في الولادة بأنه "اختار هو وزملاؤه إيجاد حل وسط، نظرا للفوائد المعروفة للاتصال الجسدي والرضاعة الطبيعية، ما يعزز جهاز المناعة لدى حديثي الولادة"، مضيفا أننا "ننصح الآباء ونتحدث معهم حول المخاطر والفوائد". وتابع: "القرار في نهاية المطاف في يد الأسرة، ويعتمد على عوامل بما في ذلك صحة الأم والطفل"، مؤكدا أن معظم الأطفال لا يتأثرون بالفيروس الجديد، لكن يعود ذلك بشكل أساسي إلى مستوى الإصابة بالوباء. وبيّنت المجلة أن الأخبار السارة هي أن المرض الذي يسببه فيروس كورونا "كوفيد19"، نادرا ما يسبب مضاعفات شديدة عند الأطفال، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة، وذلك بناء على البيانات المحدودة حتى الآن، لافتة إلى أنه من بين 731 طفلا مصابا في الصين بكورونا، هناك فقط 21 حالة تصنف بالمرض الحاد أو الخطيرة.
وذكرت المجلة أن دراسات أخرى أثبتت أن الأطفال يمكنهم الإصابة بفيروس كورونا، لكن دون المرض، منوهة إلى أن دراسة أجريت على 33 طفلا ولدوا لأمهات مصابات في ووهان الصينية، لكن الفحص أثبت إصابة فقط ثلاثة أطفال، وجميعهم حديثو الولادة وتطرقت المجلة إلى أن الباحثين لم يحسموا مسألة إصابة الأطفال بالفيروس قبل الولادة، لأن هناك دراسات قالت إن الأطفال لا يصابون بكورونا قبل الولادة، لكن في اليومين الأخيرين نشرت دراسة نفت هذه الفرضية، وفتحت المجال أمام إمكانية الإصابة. وقالت المجلة إن "الإرشادات الطبية الصينية بشأن الفيروس التاجي الجديد توصي بعزل الأطفال حديثي الولادة عن الأمهات المصابات لمدة أسبوعين على الأقل حتى لا تعد الأم معدية"، مضيفة أنها "توصي ضد الرضاعة الطبيعية للأمهات المصابات". ولفتت إلى أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، اتخذت أيضا موقفا حذرا، وأوصت بأنه "يجب على المرافق التفكير في فصل الأم التي لديها COVID-19 مؤقتا عن طفلها، حتى يتم وقف الاحتياطات القائمة على انتقال العدوى للأم".
وأوضحت المجلة أن "حليب الأم يساعد في حماية الأطفال من العدوى بعدة طرق، بما في ذلك عن طريق نقل الأجسام المضادة ضد العدوى التي حاربتها الأم"، مؤكدة أن "البيانات حول ما إذا كانت النساء الحوامل لديهن حالات خطورة أكثر أو أقل بفيروس كورونا، لا زالت غير واضحة إلى الآن".
واستدركت المجلة: "خبيرة في الأمراض المعدية تقول إنه من السابق لأوانه فهم التأثير الكامل للمرض أثناء الحمل (..)، فليس لدينا معلومات كافية تقريبا لاستخلاص النتائج