رأى خبراء أن السعودية قد فازت في حرب أسعار النفط التي خاضتها الشهر الماضي مع روسيا.
وزادت السعودية، العضو في منظمة الدول المصدّرة "أوبك"، إنتاج النفط إلى مستويات قياسية في آذار/مارس ونيسان/أبريل، وعرضت تخفيضات كبيرة ردا على رفض روسيا خفض صادراتها لرفع الأسعار.
وتسبّبت هذه الخطوة بتراجع كبير في أسواق الطاقة، حيث انخفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات، في وقت كانت السعودية تستعرض قوتها المالية لتؤكد أنها على النقيض من منافسيها قادرة على تحمّل الأسعار المنخفضة لسنوات.
وأدّى اضطراب السوق في نهاية المطاف إلى عودة روسيا والمنتجين الآخرين إلى دائرة الاتفاق، ما أدى إلى صفقة تاريخية لخفض الإنتاج بنحو 10 ملايين برميل يوميًا في أيار/مايو وحزيران/يونيو، لكن أسعار الخام استمرت في الانخفاض.
وقالت تشينزيا بيانكو الخبيرة في شؤون الخليج في معهد "المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية": "كانت الكلفة بالنسبة لسوق الطاقة ما يقرب من شهرين من أسعار النفط المنخفضة، ولكن مع أكبر صفقة لخفض الإنتاج في التاريخ، فازت السعودية في حرب أسعار النفط".
وأشارت بيانكو إلى أن "الرياض ربما تشعر الآن بالرضا بعدما أكّدت إرادتها وعزّزت قيادتها لسوق النفط العالمية، وأوضحت لموسكو أن السياسة الروسية يجب أن تتماشى مع استراتيجية النفط السعودية في المستقبل".
منع التفريغ
خرجت أسعار الخام الأميركي لفترة وجيزة من المنطقة الحمراء الإيجابية، الثلاثاء، لكن الانهيار يؤكد أن الضربة التي وجّهت لصناعة الطاقة ستكون طويلة الأجل.
ويلقي المشرّعون الأمريكيون اللوم على السعودية، حيث يهدّد الانهيار إلى دفع منتجي النفط الأمريكيين إلى الإفلاس، وقال السناتور الأميركي كيفين كرامر: إن "الانخفاض الكبير يبرز سبب وجوب عدم السماح للسعودية بإغراق السوق، خصوصا بالنظر إلى ضعف طاقتنا التخزينية".
وأضاف كرامر: "في الوقت الحالي، أكبر عدد من ناقلات النفط السعودية منذ سنوات في طريقها إلى شواطئنا. في ضوء المستجدات الأخيرة، أدعو الرئيس دونالد ترامب لمنعها من تفريغ حمولاتها في الولايات المتحدة".
ولدى سؤاله عن تعليق كرامر، لمح ترامب، الإثنين، إلى أنه يفكر في إمكان وقف شحنات النفط الخام السعودية القادمة إلى بلاده، وقال للصحافيين: "لدينا بالتأكيد كثير من النفط. لذا سأنظر في ذلك".
وذهب عضو مجلس الشيوخ الأميركي الآخر جيمس إنهوف إلى أبعد من ذلك، مطالبا بفرض تعرفات جمركية على النفط السعودي، وكتب في رسالة إلى وزير التجارة الأميركي ويلبر روس: "من الواضح أن السعوديين والروس يواصلون إغراق سوق النفط العالمية، في ما اعتبره محاولة لسحق منتجي النفط والغاز الأميركيين والاستحواذ على حصتهم في السوق".
وتابع إنهوف: "أحثّكم على فرض رسوم جمركية على النفط المستورد من السعودية وروسيا، ومعاقبتهم على سلوكهم المدمر".
وبعد هذه التصريحات أكدت السعودية، اليوم الثلاثاء، أنها تراقب عن كثب أوضاع سوق النفط ومستعدة لاتخاذ أي إجراءات إضافية لإيجاد توازن، رغم إعلانها في السابق أنها لم تعد مستعدة للعب دور "المنتج البديل" الذي يتحمل عبء استقرار الأسواق.
واتفقت روسيا والسعودية على خفض إنتاجهما إلى 8,5 مليون برميل في اليوم، لكن محللين يقولون إن مزيدا من الخفض قد يكون ضروريا إذا استمرت الأسعار في الانهيار.
الخبر التالي:
''معارك طاحنة وضحايا” تفاصيل أولية حول المعركة وتفاصيل كيف وصول الحوثيين إلى هناك !