يؤثر التوتر على الجميع، سواء نتيجة ضغوط في العمل أو في الحياة الشخصية أو أزمة عالمية، وفي حين أن هذا الأمر طبيعي، إلا أنه كثيرا ما تكون تداعياته وخيمة إذا كان التوتر شديدا، حيث يسبب مشاكل صحية عديدة، بما في ذلك التهاب المفاصل.
لا يعلم الكثيرون أن التوتر قد يرتبط بالتهاب المفاصل، ولكنه في الحقيقة يساهم في الإصابة بحالة تُعرف بالتهاب المفاصل الناجم عن التوتر، وتوضح مجلة ذا هيلث سايت بعض ما نحتاج معرفته عن الحالة وكيفية التعامل:
علاقة التوتر بالتهاب المفاصل
تعد الآلام والأوجاع من أعراض التوتر، وعندما يكون التوتر مزمنا، يساهم في الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، وخاصة التهاب المفاصل الروماتويدي الناتج عن التوتر.
وفي هذه الحالة، ينتج الجسم أجساما مضادة تهاجم أنسجة الجسم الصحية بدلا من مكافحة العدوى، وعندما يتعلق الأمر بالتهاب المفاصل، ترتبط الأجسام المضادة بالنسيج الضام داخل المفاصل؛ مما يؤدي إلى الألم والتصلب والتورم، ويمكن حدوث تلف دائم للمفصل إذا لم يتم التعامل مع الأمر فورا، خاصة أن أمراض المناعة الذاتية غير قابلة للشفاء في الغالب، ولكن يمكن إدارتها.
الأعراض
يرتبط التهاب المفاصل الناتج عن التوتر بأعراض عديدة، تشمل تصلبا في المفاصل وتورما مؤلما وتيبسا يحدث في الصباح، بالإضافة إلى الشعور بالإعياء والإصابة بالحمى من وقت لآخر.
كما تتضمن الأعراض فقدان الشهية غير المبرر وفقدان الوزن، وخدرا ووخزا في الأطراف وحتى الأرق، بجانب نوبات القلق وصعوبة التنفس أيضا.
كيفية التعامل مع التهاب المفاصل الناتج عن التوتر
على الرغم من أن أمراض المناعة الذاتية غير قابلة للشفاء حتى الآن، إلا أنه يمكن إدارتها من خلال اتباع خطوات معينة، تشمل ما يلي:
ممارسة الرياضة بانتظام
في حين أنه من الطبيعي عدم رغبتك في ممارسة الرياضة عند شعورك بالألم، إلا أنه عليك إجبار نفسك على فعل ذلك، وستلاحظ الفرق.
فممارسة بعض التمارين الخفيفة، مثل المشي أو السباحة أو اليوجا أو الأيروبكس، ستمنحك الراحة من آلام التهاب المفاصل وتعزز مرونة المفاصل أيضا، كما يمكنك ممارسة القليل من تمارين الأثقال، ولكن إذا لاحظت زيادة في الألم بسبب التمارين، توقف في الحال واستشر الطبيب.
تجنب التوتر
حاول تجنب مصادر التوتر بقدر الإمكان، وأن تكون مرتاحا وهادئا؛ فذلك سيؤدي إلى تحسن حالتك بشكل ملحوظ، ويمكنك تجربة اليوغا وبعض تقنيات التأمل والاستماع إلى الموسيقى أو قراءة كتاب وإجراء بعض تمارين التنفس. فإذا تمكنت من التحكم في التوتر، سوف تتحسن حالتك تلقائيا.
اتباع نظام غذائي صحي
للنظام الغذائي دور أساسي في تحسين الحالة، ودائما ما يُنصح بتناول الكثير من الفواكه والخضروات الطازجة، مع الحرص على توازن وجباتك وأن تكون غنية بالعناصر المغذية، مع ضرورة تجنب الأطعمة المقلية والُمعالَجة وتقليل تناول السكر.