منذ محاولة الحوثيين اجتياح محافظة مأرب عام 2015م وحتى اليوم وهبت قبائل بني عبد بمديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب أرواح العشرات من أبنائها قرابين لليمن ودفاعاً عن الجمهورية، حيث كان على رأس شهدائها الشهيد عبدالرب الشدادي قائد المنطقة الثالثة الأسبق والشهيد الشيخ مبخوت الاحرق.
وتبعاً لوشائج الجغرافيا بين البيضاء ومأرب، ترتبط القبائل الحميرية بمديرية العبدية (آل شداد وآل سعيد وآل بلغيث وآل غانم وآل الثابتي وآل الاحرق) مع قبائل شمال البيضاء وجنوب مأرب بأحلاف قبلية قديمة لا سيما (آل عواض) من جهة ومراد من جهة أخرى؛ لذا لا تخلو جبهة قتال ضد مليشيا الحوثي في محيطهم الجغرافي إلا وكانوا أحد أبرز القبائل المتواجدة إن لم يكونوا الأبرز بلا منازع.
فمع إعلان النكف القبلي الذي أطلقه الشيخ ياسر العواضي كانت قبائل بني عبد أول الملبين ﻵل عواض، وحين بدأ الحوثيون الهجوم على ردمان في 19 يونيو كان آل الثابتي وآل شداد إلى جوار قبائل آل عواض دفاعاً عن ردمان، قبل أن تسقط المديرية بشكل مفاجئ خلال أقل من 72 ساعة بيد الحوثيين الذين حشدوا على مدى شهرين مئات من عناصرهم وعتادهم العسكري إلى مشارفها.
المليشيا التي خرجت من معركة "ردمان" منتصرة بأقل الخسائر سرّعت وتيرة عملياتها العسكرية على قانية والعبدية وحتى أطراف ماهلية جنوبي مأرب، ليتحمل بني عبد الجزء الأكبر من المجهود القتالي، حيث يقاتل رجالهم من العشر الأواخر من يونيو في جميع ميادين المواجهات الممتدة على مساحة مثلث حدود مديريات ردمان ماهلية العبدية في الفالق والدوماني وحوران ومخلق واليسبل والعر ومسعودة، ومؤخراً في رمضة أولى مناطق العبدية.
يقول أحد أبناء المنطقة: نعلم أن هدف الحوثي منذ بداية تحركاته في قانية مؤخراً هي مديرية العبدية، فهي هدف رئيسي للحوثي لعدم تقبل أبنائها له على الإطلاق، حيث تتناقض أفكار أبنائها مع مبادئ الحوثي الضالة، مضيفا سببين آخرين لتوجه الحوثيين صوب العبدية، فهي من وجهة نظره مرضعة الرجل الذي كسرت مطرقته العمود الفقري لقوات الحوثي في محافظة مأرب (يعني بذلك العميد عبدالرب الشدادي)، علاوة على كونها مدرسة الشهداء وناعيتهم الذين أينما تمترس أحدهم أوجع الحوثيين.
وأمام هجمات الحوثي المتواصلة ورغم تقديم قبائل العبدية عشرات من رجالهم شهداء وجرحى إسناداً للجيش في كل الجبهات المناهضة للحوثيين، إلا أنهم للأسبوع الثاني على التوالي يواجهون جحافل الحوثي بمفردهم على أولى مناطق مديرية العبدية بعد أن تخلت عنهم قوات الشرعية رغم دعوات الاستغاثة المتواصلة لإسنادهم.
ويشير أحد أبناء العبدية إلى أن قائد اللواء 159 سيف الشدادي، نجل الشهيد عبدالرب الشدادي، كان من أوائل المشاركين في مقدمة صفوف جيش الشرعية في أولى جولات القتال مع الانتقالي الجنوبي في أبين شبوة قبل أشهر بتوجيهات من علي محسن، لكنه يقف وحيدا اليوم مع أبناء عشيرته بعد أن تخلت عنه قوات الجنرال محسن والفريق المقدشي ليواجه مصيره.
ويوضح أن الشدادي الشاب الذي يتصدر اسمه أخبار المعارك مؤخراً في وسائل إعلام الشرعية كقائد للواء 159 في محور البيضاء؛ يقاتل اليوم بصفته العشائرية (آل الشدادي إحدى قبائل بني عبد) التي تستوجب عليه الدفاع عن مناطق قبيلته التي تطرق المليشيا أبوابها، مضيفاً إن قوات الشرعية المتواجدة على بعد 5 كيلومترات من العبدية ترفض إسناد بني عبد حتى الآن، متناسية أنها لا تخذل القبائل بل تخذل مؤسس الجيش الوطني الشهيد عبدالرب الشدادي.